للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصّلاةُ الزاكيةُ والرِّضوان، والرّأفةُ الناميةُ والحَنان، ما لَهَجَ بذِكْرِك الطيِّب لسان، وتشَفَّع وتوَسَّلَ به جَنان، وتشَرَّف وتحرَّم بإثباتِه في طِرسٍ بَنان، ورحمةُ الله وبَرَكاتُه. [الكامل]:

جَوَّدتَ يا جوديُّ فيمَن جَوَّدا ... وجعَلْتَ إنشادَ القَريضِ تعبُّدا

لمّا خصَصْتَ به النبيَّ محمَّدا ... ولسوفَ تَجْني ما غَرَسْتَ بهِ غدا

فنفوسُنا تُجزى على عِلّاتِها

وأنشَدْتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه اللهُ، ونقَلتُه من خطِّه قال: سمِعتُ من لفظِه، يعني أبا الحَسَن بنَ بَقِيّ المذكورَ، قال: أنشَدَني ابنُ البَرّاقِ لنفسِه (١) [الوافر]:

يُشيِّعُ بعضُنا بعضًا وتَعمَى ... عن التشييع ألحاظُ المُشيِّعْ

وكلُّ محصِّلٍ منا حَصيفٌ ... فإمّا غافلٌ هُو أو مُضيِّعْ

وكلامُه نظمًا ونثرًا كثيرٌ جيِّد.

وُلد سنةَ تسع وعشرينَ، وقال ابنُ الزُّبيرِ عن المَلّاحيّ: بعدَ سنة عَشْر، ولم يوافَقْ عليه. وغرَّبَه الأميرُ ابنُ سَعْد عن وطنهِ، وألزَمَه سُكْنى مُرْسِيَةَ ثم بَلَنْسِيَة، ولمّا مات ابنُ سَعْدٍ آخرَ يوم من رِجبِ سبع وستّينَ وخمس مئة عاد إلى وطنِه واستقَرَّ به يُفيدُ ما لدَيْه، إلى أن توفِّي به، ودُفنَ لثلاثٍ بقِينَ من رمضانِ ستٍّ وتسعينَ وخمس مئة، قال أبو القاسم ابنُ المَواعينيّ: إنه عَثَرَ في مَشْيِه فسَقَطَ فكان سببَ منيّتِه، رحمَهُ الله.

١٢٤٢ - محمدُ بن عليِّ بن محمد بن إبراهيمَ الأنصاريُّ، مالَقيٌّ، أبو عبد الله الشَّلَوْبِين.

تَلا بالسَّبع على أبي صَالح محمد بن محمد بن أبي صَالح، وتأدَّبَ به وبأبي الحَسَن بن عُصفورٍ في العربيّة.


(١) البرنامج (١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>