لا تتركَنَّ فجورَهُ متفجِّرا ... وفؤادَه ممّا يسَرُّكَ مُقْفِرا
أنْشِقْهُ ريحَ التُّربِ مِسكًا أَذْفَرا ... كيما يكونُ إلى المَعادِ مشمِّرا
ويَكُفُّ للأهوالِ من عَثَراتِها
فيَرى بعَيْنِ بصيرةٍ وتأمُّلِ ... أنّ الأمانَ بغيرِ هذا المنزلِ
فيَمِيزَ بينَ مُسدَّدٍ ومضَلِّلِ ... وَيحُوزَ في الأخرى محلَّ المُعتلي
ويَفُوزَ بالتنبيهِ بينَ رُفاتِها
ويَرُودَ حين يَشِيمُ أنْجَحَ بُرقةِ ... سَحَّتْ عَزَالِيها بأكرمِ وَدْقةِ
روضَ الهُدى ليفوزَ منه بنَشْقةِ ... فيَعُود حُزْنًا عندَ ذاك لفُرقةِ
غَسَل الصّفاءُ الشَّيْنَ عن صَفَحاتِها
وتبادرَتْ تَسْقي العِطَاشَ الذُّبَّلا ... ماءَ الكُلى والسيفَ توردُه الطّلا
من كلِّ ذي سَفَهٍ أحال وبَدَّلا ... فتكرَّمت ثِنْيَ الفراديسِ العُلا
وتحرَّمت بالرَّعي من حُرُماتِها
هذي الوسيِلةُ يا نبيًّا مُرتضَى ... قد حِكتُها فأتَتْ رداءً فُضفِضا
ألحَمْتُها لأْلاءَ عِرضِكَ أبيضا ... ثم السلامُ عليك يا شخصَ الرِّضا
ما دمتَ أَصْلَ رَشادِها لغُواتِها
وجَنبْتَها حتى اهتَدَتْ لنَجاتِها ... وخَطَبْتُها متفنّنًا بلُغاتِها
وأجَبْتَها بالوَحْي في شُبُهاتِها ... ووَهبتَها المأمولَ من طَلَباتِها
ووقَيْتَها المحذورَ من آفاتِها
ووضَعْتَ أرحُلَها بأرفعِ نَجْوةِ ... وجعلتَها تِبْعًا لأفضلِ قُدوةِ
وعقَدْتَ ذمّتَها بأوثقِ عُروةِ ... وخصَصْتَها عندَ الإلهِ بحُظْوةِ
أقطعْتَها فيها جَزيلَ هِباتِها