للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أبيه أبي أحمدَ. ورَحَلَ إلى المشرِق وحَجّ، ولقِيَ في طريقِه ببجَايةَ نزيلَها أبا محمد عبدَ الحقّ الإشبيليّ، رَوى عنه بالإجازة أبو عبد الله ابنُ الأبّار، لقِيَه. وكان له حَظٌ نَزْرٌ من الكلام نثرًا ونظمًا، ولم يكنْ له بصَرٌ بالحديث، وعلى ذلك فقد أُخِذَ عنه وسُمِع منه. وتُوفِّي يومَ الخميس، ودُفن لصلاة الجُمُعة بعدَه لخمسٍ بقِينَ من شوّالِ اثنَيْن وثلاثينَ وست مئة.

٣٩٦ - محمدُ (١) بن جعفرِ بن خِيَرة، مَوْلى رِزق، مَوْلى ابنِ فُطَيْس (٢) القُرطُبيّ، بَلَنْسِيٌّ، أبو عامر، ابنُ شَرُّويّة.

رَوى في صِغَرِه عن صِهرِه أبي الوليد الوَقَّشيِّ ولازَمَه وأجاز له، وقد تُكُلِّم في روايته عنهُ لذلك، وما تُكُلِّم به في ذلك فلا يُلتفتُ إليه، فقد وقَفْتُ على خَطِّ أبي بحرٍ سُفيانَ بن العاص في طبقة سَماع جماعةٍ على أبي الوليد، ومنهم أبو عامرٍ هذا، فاعلم ذلك. ورَوى أيضًا عن أبي بكر عبدِ الباقي بن بُرَّال، وأبي الحَسَن طاهر بن مُفوَّز، وأبي داودَ الهِشَاميّ. وأجاز له القاضي أبو عبد الله ابنُ السَّقّاط وأبو القاسم حاتمُ بن الأطْرابُلُسيّ.

رَوى عنه أبو بكر بنُ أبي جَمْرة، وأبو عبد الله بن حَمِيد، وأبو عُمر يوسُفُ بنُ عَيّاد، وأبو القاسم ابنُ بَشْكُوال، وأغفَلَه.

وكان شيخًا من نبهاءِ بلدِه، معروفَ النّزاهةِ والفضل، جميلَ الشارة، وليَ الخُطبةَ بجامع بلدِه، وكان جَهِيرَ الصّوتِ فيها، وأسَنَّ وعُمر طويلًا حتى ثَقُلَ، فكان لا يَرقَى المِنبرَ للخُطبةْ إلّا بمُعين، واقتَنَى من دفاترِ العلم ودواوينِه كثيرًا.

وتوفي سَحَرَ ليلة الاثنين السادسةِ من ذي قَعْدة سَبْع وأربعينَ وخمس مئة وقد قارَبَ المئة، وكان أضَنَّ الناس بالإعلام بمولدِه، وغَلِطَ ابنُ حُبَيْش في وفاتِه فجعَلَها سنةَ ستٍّ وأربعين، وكذلك قال أبو طالبِ عَقيلُ بن عَطِيّة، وأُراه تلَقّاهُ من


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٣٤٢)، والذهبي في المستملح (١٠٢)، وتاريخ الإسلام ١١/ ٩٠٩.
(٢) في التكملة: "مولى رزق لإبن فطيس"، وفي هامش ب: "ابن فطيس القرطبي أيضًا مولى".

<<  <  ج: ص:  >  >>