للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٣٨ - محمدُ (١) بن عَبْدُون بن هشام الحَجْريُّ، إشبيليٌّ، أبو عبد الله.

له رحلةٌ إلى المشرِق، أخَذَ فيها بمكّةَ، شرَّفَها اللهُ، عن أبي الحَسَن رَزِين بن مُعاوية، وبالإسكندَريّة عن أبي الطاهرِ السِّلفيِّ، وعاد إلى الأندَلُس، وحدَّث وأسمَعَ، وكان عَدْلًا فيما يحدِّثُ به.

١١٣٩ - محمدُ (٢) بن عَبْدون، قُرطُبيٌّ، أبو عبد الله الجَبَليُّ.

تأدَّب بقُرطُبةَ ومَهَرَ في علمَي الحِساب والمِساحة، وعلَّمَهما زمانًا بقُرطُبة، ثم رَحَلَ إلى المشرِق سنةَ سبع وأربعينَ وثلاث مئة. وحَجَّ، ودخَلَ البصرةَ والكُوفة، ونَظَرَ في الطبِّ فبَرَعَ فيه، وقَدِمَ مِصرَ، فضُمَّ إلى تدبيرِ البِيمارِسْتانِ هنالك بعناية محمدٍ الخازن، وأُجريَ له خمسةُ دنانيرَ ذهبًا في الشّهر، وصار لهُ بها جاهٌ وذِكْر، وعاد إلى الأندَلُس سنةَ ستّينَ وثلاث مئة في أيام الحَكَم المُستنصر فألحَقَه في الخِدمة بالطِّبِّ بعدَ زمان، فخَدَمَه به في جُملةِ أصحابِه، ولم يختصَّ به اختصاصَهم به، فلمّا توفِّي الحَكَمُ بقِيَ على رَسْمِه، وعُنيَ به المنصورُ بن أبي عامرٍ لأذِمّةٍ كان يرعاها له، وكان قد أدَّبه بالحساب، وكان يُجزِلُ صِلاتِه وُيواليها وَيصحَبُه في غَزَواتِه، ثم استَثْقَلَه بعدَ ثلاثِ غَزَوات فلم يَغْزُ معَه بعدَها، وكان سببَ استثقالِه إيّاه إلحاحُهُ على المنصور في استنجازِ صِلةٍ كان المنصُورُ قد عوَّدَها أطبّاءَه عندَ انصرافِ منِ انصَرفَ منهم معَه من غَزَواتِه، فلمّا كان في غَزاتِه الثالثة معَهُ مَنَعَه مِن تلك الصِّلةِ التي كان يترقَّبُها ويتطلَّعُ إليها، فرَفَعَ إليه فيها فلم يُعطِه إيّاها، حتّى واجهَه فيها وشافَهَه فأعطاه إيّاها، واستَثْقَلَه فلم يَغْزُ بعدُ معَه، ثم استَعمَلَه بعدُ في علاجِه من عِلّة النِّقْرِس التي كانت قد لِزمَتْه، وله في التكسيرِ تأليفٌ حَسَن [....] (٣).


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٢٨٥).
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٠١٨)، والذهبي في تاريخ الإسلام ٨/ ٤٩٧، ووقع فيه: "الجيلي العدوي" من غلط الطبع، فيصحح؛ والصفدي في الوافي ٣/ ٣٠٧، والمقري في نفح الطيب ٢/ ١٥١. وذكره ابن جلجل في إخبار العلماء (١١٥)، وصاعد في طبقات الأمم (٩١).
(٣) بياض في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>