للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو المعالي هذا فقيهًا شافعيَّ المذهب نَظّارًا فيه قويَّ الانتصار له، راسخَ القَدَم في التحقق به متقدِّمًا في الكلام فصيحًا في المناظرة، سديدَ العبارة عن أغراضِها، ذا حظّ صَالح من الأدب ناظمًا ناثرًا حسَنَ المحاضَرة طيِّبَ المحادثة آلِفًا مألوفًا. وتوفِّي بالعراق.

١٥٩ - مَرْوانُ (١) بن عبد الملِك بن إبراهيمَ بن سَمَجُونَ اللَّوَاتيُّ، طَنْجيٌّ، أبو عبد الملِك.

شرَّقَ وسَمعَ بمِصرَ من ابن نَفِيس، وابن مُنيَّر، وأبي محمد بن الوليد، وجالَسَ عبدَ الحقّ الصِّقِلِّيَّ بها (٢)، وأخَذ عن أبي عليّ بن أمدقيو بسِجِلْماسةَ.

وكان فقيهًا حافظًا مُشاوَرًا مُفتيًا, وليَ الصّلاةَ والخُطبةَ بسَبْتةَ ثم تحوَّل إلى طَنْجةَ صَدْرَ دولة اللَّمتُونيِّينَ، فولِيَ الصّلاةَ والخُطبةَ بها ثم أحكامَها، وتصَدَّرَ قديمًا لإقراءِ القرآن، وكان مقرئًا مجوِّدًا لُغَويًّا ذا حَظّ من الشّعر يَذهبُ فيه إلى التقعر، وفصاحةٍ في الخَطابة، وكان يَستعملُ الإعرابَ في كلامِه فلا يَلحَنُ البتّةَ.

توفِّي بطَنْجةَ سنةَ إحدى وتسعينَ وأربع مئة.

١٦٠ - مَرْوانُ بن عبد الملِك بن إبراهيمَ الهلاليُّ، طَنْجيُّ الأصل أَظُنُّه وُلد بها أو ببعضِ بلادِ العُدْوة، أبو محمد.

جَدُّ أبي القاسم أحمدَ بن عبد الوَدُود بن سَمَجُون (٣).

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: ذكَرَه ابنُ الزُّبَير، ولولا نَسَبُه وكُنيتُه لقلتُ: إنه الذي قبلَه، وقد أشكَلَ عليَّ أمرُه، فاجعَلْه من مباحثِك (٤).


(١) ترجمه القاضي عياض في الغنية (٨٦)، وابن الأبار في التكملة (١٨٠٨)، وابن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة ٦٤.
(٢) يعني: بصقلية.
(٣) تقدمت ترجمته في السفر الأول (٣٥١).
(٤) ويستفاد من قراءة مجموع الترجمة فيها أنه الذي قبله بدون شك.

<<  <  ج: ص:  >  >>