للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُنوانُ ما أخفاه من أخلاقِهِ ... بِشرٌ يلُوحُ بوجهِه الميمونِ

أكرِمْ بنفسٍ للنَّفائس أُهِّلت ... فتمكَّنت في رُتبةِ التمكينِ

لو يستطاعُ لدوِّنت آدابُه ... لكنّها أعيَتْ على التدوينِ

حَبْرٌ يُقِلُّ لدُرةٍ من بحرِهِ ... ما جُهِّزت بُورانُ للمأمونِ (١)

يَا سيِّدًا عمَّ البرِيّةَ فضلُهُ ... قولًا وعلمًا فاستفادوا دوني

مَن شكَّ في أنْ ليس غيرَك مُعلمٌ ... بطلٌ لديه شهادةٌ بيمينِ

إنّي عقَدتُ أذِمّتي بولائكمْ ... وجعَلتُ رُكنَ جلالِكمْ لركوني

وتركتُ فيكَ سواكَ غيرَ معقِّبٍ ... فعَدوْتُ تموزًا إلى تشرينِ

وقرَنتُ شُكرَك بالفرائضِ رفعةً ... فوجدتُه للفَرْضِ خيرَ قرينِ

صُغتُ المديحَ وقد سبقتُ لمَدْحِكم ... ...............

ما قلتُ قطُّ الشعرَ (٢) لكن منكمُ ... في كلِّ صعبٍ ..

ولقد بعثتُ به وأعلمُ أنهُ ... نقدٌ ولكنْ عفوُكمْ ......

وإليكَها تَشْنا سواكَ لوَانهُ ... في مُلكِ كِسرى أو ......

لو أنَّني قلَّدتُ غيرَك حُلْيَها ... أضحى بها التقريطُ ......

لم أدعُ بالدنيا لكمْ إذ لفظُها ... دونٌ ولا أرضى لكم بالدُّونِ

فعليَّ أن أدعو بطُولِ بقائكم ... وعلى جميع الناس بالتأمينِ


(١) كان جهاز بوران بنت الحسن بن سهل شيئًا عظيمًا، وضُرب المثل بوليمة عرسها فقيل: دعوة الإسلام (ثمار القلوب: ١٦٥).
(٢) المعروف أن صاحب القصيدة له شعر كثير؛ ولذلك لا نفهم معنى قوله هذا إلا أن تكون هذه أول قصيدة نظمها والمعروف أن معظم شعره في الأغراض الدينية فله المعشرات الزهدية والمعشرات الحبية، والعشرينيات في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي مطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>