للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتكملة" ومنهم على الخصوص: بلدَيُّه أبو عبد الله اليقوري (٦٤٦ - ٧٠٧ هـ) وصالحٌ الإيلانيُّ نزيلُ نفيس الذي كان حيًّا سنة ٧١٢ هـ، وغيرهما.

هؤلاء جملة من أصحاب ابن عبد الملك الذين عَرَفهم في حلقات الشّيوخ بمَرّاكُش وغيرها أو ذاكَرَهم في المسائل العلميّة أو نقَلَ عنهم كما نقَلوا عنه، وسمّاهم في الأسفار الموجودة من كتابه، ولا بدّ أنه عَرَض لغيرهم في الأسفار المفقودة. وقد أشار في ترجمة شيخِه ابن فضيلةَ وغيرِها إلى كثرة أصحابه، قال: "رَوى عنه كثيرٌ من أصحابنا" (١).

وممّا ذكَرْناه -وما سنذكُره بعدُ- يتبيَّن لنا أنّ صِلات ابن عبد الملك بمعاصِريه كانت واسعة، وهذا شيءٌ ضروريّ له باعتباره مؤرّخًا يهتمُّ برصد الأحداث ويُعنى بتدوين تواريخ الرجال.

[تلاميذه]

لو عُني الذين ترجموا لابن عبد الملك -وهو ابنُ الزُّبير، والنُّباهي، وابن فَرْحون -عنايتَه هو- في تراجمه- بسَرْد الشيوخ والتلاميذ، في إحصاءٍ دقيق واستيعابٍ شامل؛ لأمْكنَ معرفةُ جانب مهمّ في حياته وهو دورُه في نشر العلم وبثِّه عن طريق التدريس، ولكنّهم لم يَذكروا شيئًا على الإطلاق ولم يَعُدّوا ولو واحدًا من تلاميذه، فهل معنى ذلك أنّ الرجلَ شُغل بالتأليف أو التوظيف عن واجب التعليم والجلوس إلى طلبة العلم والعناية بهم التي هي من أجلّ ما يُعَدّ للشّيوخ في سِجِلّاتهم وأعظم ما يُدّخر لموازين أعمالهم؟ والجوابُ: أنّ ابنَ عبد الملك - برغم أعباء وظيفته أو وظائفه وانصراف جهوده إلى كتابه الكبير الذي عَكَف عليه عمُرَه "ولم يتمَّ له مرامُه منه إلى أن لحِقته وفاتُه"- لم ينسَ نصيبَه من التدريس وحظّه في التحديث، ولكنّنا لم نقفْ إلا على عدد محدود ممن أخَذوا عنه ودرَسوا عليه؛ لضياع تراجم معظم الراوينَ عنه في غالب الظنّ.


(١) الذيل والتكملة ٥/الترجمة ١٠٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>