للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨ - سَعيدُ (١) بن أحمدَ الأنصاريُّ، أندَلُسيٌّ، أبو عثمان.

رَوى عن أبي الحَسَن عليّ بن أحمدَ المَقْدِسي سنةَ ستٍّ وتسعينَ وأربع مئة.

٥٩ - سَعيدُ (٢) بن إبراهيمَ بن محمد بن عَبْد ربِّه بن حَبِيب بن حُدَيْر -بضمِّ الحاءِ الغُفْل وفَتْح الدّال وياءِ تصغير وراء- ابن سالم، مَوْلى الأمير هشام بن عبد الرّحمن بن مُعاوية، قُرْطُبيٌّ، أبو عثمان.

وقال فيه صاعدٌ: سَعيدُ بن عبد الرّحمن بن محمد، والصَّحيحُ ما تقَدَّم، وهُو ابنُ أخي أبي عُمرَ بن عبدِ ربِّه وجعَلَه أبو عُمرَ بنُ عَفِيفَ وَلدًا له وغَلِط.

رَوى عنه عمُّه أبو عُمر، وكان فقيهًا مُشاوَرًا في الأحكام أيامَ قضاءِ مُنذِر بن سَعيدٍ البَلُّوطيّ، بارعَ الأدب حسَنَ الخُلُق، شاعرًا مُجِيدًا، ماهرًا في الطّبِّ ولهُ فيه أُرجُوزةٌ مُزْدَوجةٌ (٣) دلَّت على تقَدُّمِه في الصِّناعة الطِّبيّة وتحقُّقِه بآراءِ قُدماءِ أهلِها واقتدارِه على النَّظْم، وعَمِيَ بأَخَرة من عُمرِه بنزولِ الماء في عينيه، فأُشيرَ عليه بقَدْحِهما، فأبى من ذلك وصَبَرَ على بَلْواه، وقال: أنا راضٍ بما قُدِّر لي ولما وَرَدَ في الحديثِ المأثور من قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهَبُ حبيبَتا عبدِ فيصبِرُ ويحتَسِب إلا جعَلتُ جزاءه الجنة" (٤). وكان أوحَدَ في الفضائل النَّفْسيّة وسَرَاوةِ


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٣٢٠٨)، وكنّاه: أبا الحسن.
(٢) ترجمه ابن جلجل في طبقات الأطباء (١٠٤)، وابن صاعد في طبقات الأمم (٨٨)، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٤٨٩ وفيه: "سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد ربه"، وابن الأبار في التكملة (٣١٨٢)، والذهبي في المستملح (٧٩٩).
ومن طبقة هذا: سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم، قرطبي، يكنى أبا عثمان أيضًا، وكان فقيهاً مشاوَرًا، توفي في صدر سنة ٣٥٦ هـ، وهو مترجم في تاريخ ابن الفرضي (٥٠٥)، وجذوة المقتبس (٤٦٦)، وترتيب المدارك ٦/ ١٤١، وبغية الملتمس (٧٩١)، وتاريخ الإسلام ٨/ ٩٩)، والديباج المذهب ١/ ٣٩٢.
(٣) نشرت في العدد الأول من مجلة القنطرة المجريطية.
(٤) حديث ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٩٩٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>