للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشَدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله، قال: أنشَدَنا أبو عَمْرِو ابن غيَّاث لنفسِه فيما أذِنَ لي فيه [الطويل]:

صَبَوْتُ وهل عارٌ على الحُرِّ إنْ صبا ... وقِيدَ بِعَشْرِ (١) الأربعينَ إلى الصِّبا؟!

يرى أنَّ حبَّ الحُسنِ في الله قُربةٌ ... لمَن شاء بالأعمالِ أن يتقرَّبا

وقالوا: مَشِيبٌ، قلتُ: واعجبًا لكمْ ... أيُنكَرُ نُورٌ قد تخَلَّل غَيْهَبا؟!

وليس مَشِيبَا (٢) ما تَرَوْنَ وإنّما ... كُمَيْتُ الصِّبا مما جَرى عادَ أشهَبا

وشعرُه كثير رقيقٌ جيِّد، وكانت بينَه وبينَ جماعةِ من أُدباءِ عصره مُكاتَباتٌ ظهَرَت فيها إجادتُه. مَوْلدُه سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمس مئة، وتوفِّي في ذي الحجّة سنةَ تسعَ عشْرةَ، وقيل: في العَشْرِ الأُوَل من المحرَّم، عشرينَ وست مئة.

٧٨١ - محمدُ (٣) بن عبد الله بن فَرْتُون، سَرَقُسْطيٌّ، أبو عبد الله.

وَليَ قضاءَ الجماعة ببلدِه، وهُو الذي انتَصرَ لأبي عُمرَ الطَّلَمَنْكيِّ من الشُّهداءِ عليه بأنه حَرُوريٌّ سَفّاكٌ للدِّماء يَرى وَضْعَ السُّيوف على صالحي المسلمين، فأسقَطَ شهادتَهم وكانوا خمسةَ عشَرَ من فقهاءِ سَرَقُسْطةَ ونُبهائها، وأسجَلَ بذلك على نَفْسِه سنةَ خمسِ وعشرينَ وأربع مئة.

٧٨٢ - محمدُ بن عبد الله بن فَرْتُون.

رَوى عن أبي عبد الله بن عَتّاب.

٧٨٣ - محمدُ (٤) بن عبد الله بن فُطَيْس، قُرْطُبيٌّ، أبو عامر.


(١) كذلك هو عند الرعيني، وبهامش ب: "بعيد".
(٢) بهامش ب: "بشيب".
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٠٨٩).
(٤) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>