١٢٥٨ - محمدُ بن عليِّ بن محمد بن عبد ربِّه التُّجيبيُّ، مالَقيٌّ فيما يقال، أبو عَمْرو.
له رحلةٌ سَمِع فيها بالإسكندَريّة على أبي عبدِ الله بن منصُور وغيرِه. رَوى عنه الأخَوانِ: سالمٌ وعبدُ الرّحمن ابنا صالح بن سالم.
وكان راوِيةً ثقة بارعَ الأدب بليغَ الكتابة، طيِّبَ النَّفْس كاملَ المُروءة حَسَنَ الخُلقُ جميلَ العِشرة، تلبَّس بالأعمالِ السُّلطانيّة دَهْرًا، ووَلِيَ إشرافَ غَرْناطةَ وغيرِها إلى أن أُقعِد من شِكايةٍ بقدمَيْه مَنَعْته من القيام والتصرُّف، فعَكَفَ على النظرِ والمُطالعة، فانتَفعَ بذلك، وله اختصارٌ حسَنٌ في "أغاني" الأصبَهانيّ، ورَدٌّ جيِّد على ابن غَرْسِيّةَ في "رسالتِه الشُّعوبيّة" لم يقصِّرْ فيه عن إجادة.
توفِّي لتسعٍ خَلَوْنَ من محرَّم اثنينِ وست مئةٍ ابنَ سبعينَ سنةً أو نحوِها.
١٢٥٩ - محمدُ (١) بن أبي الحَكَم عليِّ بن أبي بكرٍ محمد بن عبد الملِك بن عبد العزيز بن محمد بن حُسَين بن كُمَيْل بن عبد العزيز بن هارونَ اللَّخْميُّ، إشبِيليٌّ قُرْطبيُّ الأصل، أبو بكر، ابنُ المُرْخِي.
رَوى عن أبيه، وأبي العبّاس ابن سيِّد اللِّصّ. رَوى عنه أبو إسحاقَ بنُ محمدٍ الأَوْسيُّ الدَّبّاغُ وأبو يحيى أبو بكر بن هشام، وأبَوا الحَسَن: الدَّبّاجُ، والرُّعَيْنيُّ شيخُنا، وأبو الحَكَم بن بَرَّجَان، وأبو الخَطّاب بنُ خليل، وأبو عبد الله الرُّنْديُّ المُسلهم، وأبو عُمرَ بن خليل، وأبو العبّاس بن عبد المُؤْمن، وأبو عَمْرٍو حَكَمُ بن إبراهيمَ بن محمد الغَسّانيُّ.
وكان بارعَ الكتابة عَريقًا في إجادتِها وعُلوِّ الطبقةِ فيها، رائقَ الخَطّ حسَنَ النَّظْم، حافظًا اللُّغةَ والآدابَ، نبيهَ القَدْر، من بيتِ عِلم وكتابةٍ ورواية، متينَ الدِّين فاضلًا متواضِعًا، متميِّزًا بالإحسانِ في مُكاتبةِ الإخوان؛ وكتَبَ معَ أبيه
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٦١٤) وفي تحفة القادم (المقتضب منه) (١٢٥)، والرعيني في برنامجه (٣٥)، والذهبي في المستملح (٢٥٥) وتاريخ الإسلام ١٣/ ٤٤٩، والصفدي في الوافي ٤/ ١٥٧.