للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الدارِ الآخِرة، وكان قد بَلَغَ الثمانينَ سنةً وهُو في اجتهادِه كما كان في بداييه، وكان شيخَ وقتِه علمًا وحالًا ووَرَعًا، أشفَقَ خَلْق الله على الناس، وأحسَنَهم ظنًّا بهم، رحمه الله.

ومما يؤْثَرُ من كراماتِه: ما ذكره أبو يعقوبَ ابنُ الزّيّات، قال (١): كتَبَ إليَّ مِن قَصْر كُتَامةَ أبو عِمرانَ موسى بن عبد العزيز الأنصاريّ، قال: أخبَرَني مَن أثِقُ به أنّ أبا الحَسَن كان يقول: إذا أشكَلَ عليّ معنًى في شيءٍ أنظُرُ في أيِّ وِجهةٍ كانت من جِهات البيت فأجِدُه مسطورًا. قال: وأخبَرَ الفقيهُ أبو محمد عبدُ الجليل بن موسى أنه رأى ليلةَ وفاتِه في السَّماءِ مكتوبًا: فُقِدَ وَتِدٌ، قال أبو يعقوبَ ابنُ الزَّيّات: وتوفِّي بقَصْر كُتَامةَ عام ثمانيةٍ وستينَ وخمس مئة، ويقالُ: عامَ ثلاثةٍ وسبعين.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: كانت وفاتُه ليلة السّبت الرابعةَ من جُمادى الآخِرة سنةَ ثمانٍ وستين، وعُمِّر ثلاثًا وثمانينَ سنة، فكانت ولادتُه في نصفِ عام أربعةٍ وثمانينَ وأربع مئة، ودُفنَ خارجَ رَحْبةِ البَقَر من قَصْر كُتَامة (٢)؛ وكتَبَ إليه أبو القاسم ابنُ بَشْكُوال ووقَفْتُ على خطِّه بذلك ما نصُّ المقصودِ منه: قرَأَ الإمامُ الفاضل أبو الحَسَن عليُّ بن خَلَف بن غالب، سيِّدُنا أحسَنَ اللهُ ذِكْراهُ، جميعَ هذا السِّفر بحَضْرتي، وصَحَّحَ جميعَه، وسألَني أن أُقيِّدَ ذلك بخطِّي فأجَبتُه إلى ذلك على سبيل الطاعة لأمرِه، وتاريخُ هذا المكتوب جُمادى الأُولى من سنة خمسٍ وثلاثينَ وخمس مئة.

٤١٦ - عليُّ بن خَلَف بن محمد الرُّعَيْنيُّ، أبو الحَسَن.

رَوى عن أبي جعفر البِطْرَوْجي.

٤١٧ - عليُّ بن خَلَف بن محمد اللَّخْميُّ، أبو الحَسَن الرَّقّام.

رَوى عن شُرَيْح.


(١) التشوف: ٢١١.
(٢) قصر كتامة هو الذي يُعرف اليوم بالقصر الكبير، وضريح أبي الحسن بن غالب هو أشهر مزار في هذه المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>