فَرْحُون وأبي عبد الله بن عبد الكريم، وبَسْبتةَ عن أبي محمد بن عُبيد الله، وأجازوا له؛ ولقِيَ بمكّةَ شرَّفها الله أبا عبد الله محمدَ بن مُفلح، فأجاز له لفظًا وخَطًّا، وأخَذ بالإسكنَدريّة عن نَزيلها أبي إسحاقَ بن عبد الله البَلَنْسِيّ، ولم يُجِزْ له، وقَفَلَ إلى بلده.
وأجاز له من أهل الأندَلُس: أبوا بكر: ابنُ الجَدّ وابنُ أبي زَمَنِين، وأبو عبد الله ابن زَرْقُون، وأبو القاسم الشَّرّاطُ، وأبو محمد بنُ جُمْهور وغيرُهم، ومن أهل المشرِق: الحَسَن بن هِبة الله بن محفوظ الرَّبَعيُّ، وأبو الحَرَم مكِّيُّ بن أبي الطاهر بن عَوْف، وأبو الطاهر الخُشوعيُّ، وأبو القاسم ابنُ عساكر، في آخَرِينَ هم مذكورونَ في رَسْم أبي الطاهر أحمدَ بن عليّ الهَوّاريّ السَّبْتي، باستدعاءِ أبي عبد الله بن إبراهيم بن حَرِيرة.
رَوى عنه أبو إسحاقَ القَصِيرُ المالَقيّ، وأبو بكر بنُ عبد النُّور، وأبو جعفر بن عثمانَ الورادُ، وأبَوا الحَسَن: ابن عبد الله الهَوّاريّ ومحمد بن أبي زكريّا بن مجاهد، وأبو سُليمانَ بن حَوْطِ الله وأبو الطاهر أحمدُ بن عليّ بن عبد الله الهَوّاريُّ المذكور، وأبوا عبد الله: ابن أبي جعفرٍ ابنُ الجَيّار وابن سَعِيد الطَّرّاز، وأبو عَمْرو بن سالم، وآباءُ القاسم: عبد الرّحمن بن سالم ومحمدٌ ابنُ الزَّيْتُونيّ والمَلّاحيُّ، وأكثرُهم نُظراؤه وأسَنُّ منه.
وكان مُقرِئًا صَدْرًا في أئمّة التجويد، محدِّثًا [٦٣ ب] مُتقِنًا ضابطًا، نبيلِ الخَطِّ والتقييد، ديِّنًا فاضلًا، وصَنَّفَ في الحديث، وخَطَبَ بجامع بلدِه، وأمَّ في الفريضة به زمانًا، واستمرَّت حالُه على نَشْر العلم وبثِّه وإفادتِه إلى أنْ أكرَمَه الله بالشهادة في وَقيعةِ العُقَاب، يومَ الاثنين منتصَف صَفَر تسع وست مئة، وذُكِر عنه من الثّبوتِ ذلك اليومَ وطلَبِ الشهادة والحضِّ على الجهاد ما دلَّ على إخلاصِه وصِدقِ يقينهِ، نفَعَه اللهُ ورضيَ عنه.
٤٤٢ - محمدُ بن حَسَن بن محمد بن عبد الغنيّ، بَلَنْسِيٌّ.
كان حيًّا سنةَ ثمانينَ وخمس مئة.
٤٤٣ - محمدُ بن حَسَن بن محمد بن فَرَج الرُّعَيْنيُّ، غَرْناطيٌّ فيما أحسِب.