للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا هَيْبةٌ لدفينهِمْ لم ... تُحَجَّ الكعبةُ البيتُ الحرامُ

فإن أسلَمْتَ دينَ الله فيها ... على الدنيا وساكنِها السلامُ

وأهدى إليه بعضُ أصحابِه بالقاهرة مَوْزًا فكتَبَ إليه (١) [المجتث]:

يا مُهديَ الموزِ تبقَى ... وميمُهُ لكَ فاءُ

وزايُهُ عن قريبٍ ... لمن يُناويكَ تاءُ

وأغراضُه في أشعارِه مُستحسَنة، ولولا خوفُ الإملالِ والخروج بها إلى غير ما لهُ قَصْدُنا لاستكثَرْنا منها؛ إيثارًا لكريم آثارِه، واستطابةً لإيرادِ أخبارِهِ وأشعارِه، وفي بعض ما أورَدْناه منها دِلالةٌ على انطباعِه، وشهادةٌ بكرمِ طِباعِه.

مَولدُه ببَلَنْسِتةَ سنةَ تسع وثلاثين، وقيل: بشاطِبَةَ، سنةَ أربعينَ وخمس مئة (٢)، وتوفِّي بالإسكندَريّة رحمه اللهُ ليلةَ الأربعاءِ التاسعةِ والعشرينَ لشعبانِ أربعَ عشْرةَ وست مئة، قاله أبو محمدٍ عيسى بنُ سُليمانَ الرُّنْدي، قال: وكنتُ حينَئذٍ بالبلاد حاضرًا عندَ موتِه؛ وأبو محمدٍ هذا من المتقدِّمينَ في الضَّبطِ والإتقان، وعند أبي القاسم المَلّاحيّ في بعض مَناقلِ أحوالِه ووفاتِه خَلَلٌ كثيرٌ لا ينبغي التعريجُ عليه؛ واللهُ يتجاوَزُ عن سيِّئاتِ الجميع بفضلِه، لا رَبَّ سواه.

١١٧٣ - محمدُ (٣) بن أحمدَ بن جُزَيّ [١٨٨ و]-بضمِّ الجيم وفَتْح الزاي وتشديدِ الياء- مُرسِيٌّ، أبو عبد الله.

رَوى عن أبي عليّ الصدَفي وأكثَرَ عنه، وكان مُقرِئًا فاضلًا، نفَعَه الله.


(١) النفح ٢/ ٣٨٤.
(٢) في هامش ح: "قال الزكي أبو محمد المنذري: سألته عن مولده فقال: ليلة السبت العاشر من شهر ربيع الأول سنة أربعين وض مئة ببلنسية، قال: وتوفي في السابع والعشرين من شعبان بثغر الإسكندرية ودفن على كوم عمرو بن العاص رضي الله عنه يريد من سنة أربع عشرة" (قلنا: هذا من التكملة ٢/ الترجمة ١٥٥٠).
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٢٢٦)، وفي معجم أصحاب الصدفي (٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>