للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَفِيّة لا تتَوانَى أن تَظهَرَ جَلِيّة، وكان آمِرًا بالمعروف ناهيًا عن المُنكَر يعِظُ النَّاسَ في المساجد وُيذكِّرُهم فتنفعلُ نفوسُهم لِما كانوا يعلَمونَ من دينِه وصِدق يقينِه. وكان العامّةُ حِزْبَه.

وتوفِّي سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وخمس مئة، وكانت جَنازتُه حافلةً شَهِدَها خَلْقٌ لا يُحصَوْنَ كثرةً؛ قال أبو الرّبيع بنُ سالم: لم أرَ في عُمري أكثرَ من جَمْع الناس ولا أعظَمَ في جَنازته، ودُفن بخارج بابِ الحَنَش أحدِ أبواب بَلَنْسِيَةَ، وقبرُه هناك معروفٌ يُزارُ وُيتبرَّكُ به.

٤٠٧ - عليُّ (١) بن حُسَين، من سُكّان دانِيَة، أبو الحَسَن الشَّقّاق.

رَوى عن أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، وكان أديبًا بارِعًا، شاعرًا مُحسِنًا يمدَحُ الملوكَ، وامتدح الحاجبَ عمادَ الدّولة ابنَ هُود حينَ صارت إليه دانِيَةُ بعدَ إقبالِ الدّولة أبي الحَسَن عليّ بن مُجاهدٍ العامِري، [ومن شعرِه] [مخلع البسيط]:

يا ظالمَ النَّاسِ سُدَّ حلقًا ... لأَكلِ أموالِهمْ فَتَحْتَهْ

رِزقُ الفتى حاضرٌ لديْهِ ... إنْ لم يكنْ فَوقَهُ فَتَحْتَهْ

٤٠٨ - عليُّ (٢) بن حَمّاد بن يوسُفَ الأنصاريّ، إشبِيليّ، أبو الحَسَن.

رَوى عن أبي بكر بن خَيْر، وأبي عَمْرو عَيّاش الأكبر ابن عَظِيمةَ، وأبي محمد قاسم ابن الحاجِّ الزّقّاق.

رَوى عنه أبو الأصبَغ عيسى بنُ عُمرَ بن كريمةَ، وأبو بكرٍ الفَخّارُ، وأبو العبّاس بن محمد الغَسّانيُّ، وأبو الفَضْل ابنُ القَانُهْ.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٧٠٠).
(٢) ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢١٥، وطبقته عنده متقدمة، فهو من أهل منتصف المئة السادسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>