للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفِّي بمَرّاكُشَ صَدْرَ يوم الأربعاءِ لتسع خَلَوْنَ من رَمَضانِ ستٍّ وعشرينَ وست مئة، وصَلّى عليه أبو أُمَيّةَ إسماعيلُ بن سَعْدِ السُّعود بن عُفَيْر بمقبُرةِ تَامَر اكُشْت.

وذَكَرَ أبو جعفر بنُ الزُّبَيْر ما نَصّه: محمدُ بن أبي العبّاس أحمدَ بن أبي غالب، من أهل مالَقةَ ومن بيتِ علم وأدب، يُكْنَى أبا عبد الله؛ كان أديبًا كاتبًا وشاعرًا مطبوعًا، رَوى عنه أخوه أبو داودَ سُليمانُ بعضَ شعرِه، وذَكَرَه أبو عَمْرو بنُ سالم، وتوفِّي بمَرّاكُشَ سنةَ ستٍّ وعشرينَ وست مئة. فيظهَرُ من بعض ما ذَكَرَه به أنه المترجَمُ به.

وقد كان ذَكَرَ قبلُ بينَ من توفِّي في محرَّم ومَن توفِّي آخرَ رجَب، وكلاهما من سنة ستَّ عشْرةَ وست مئة -ما نصُّه: محمدُ بن أبي العبّاس أحمدَ بن أبي غالب العَبْدريّ، يُكْنَى أبا عبد الله؛ كانت له مُشاركةٌ في فنونٍ من العلم كالفقه وأُصُولِه والعربيّة وغيرِ ذلك، ووُلوعٌ بالمنطِق حتى شَرَحَ كتاب "المُستصفَى" فما زادَ على أنْ أرى في مسائلِه كيفيّةَ الإنتاج بإظهارِ المُقدِّمتَيْنِ في كلِّ مسألةٍ مسألة وما تُنتجُه ورَدِّها إلى ضُروبِها من الأشكال [١٧٧ ظ] المَنطِقيّة على مَراتبِها، وقلّما تعَرَّضَ لغيرِ هذا وما سَئِم منه ولا كَلَّ على طُول الكتاب. وألّف في العربيّة تأليفًا مختصَرًا لا بأسَ به، أمّا شَرْحُه فأقلُّ شيءٍ فائدة، ووَلِيَ القضاءَ، وكذلك أبوه أبو العبّاس، وَقَفْتُ على ما ذكَرْتُه من تأليفِه. انتهى.

ويظهَرُ من بعضِ ما ذَكَرَه به أيضًا أنه المترجَمُ به، ويُقطَعُ بأنّهما عندَه رجُلانِ؛ لذِكْرِه إيّاهما في طبَقتَيْنِ، وشارحُ "المُستصفَى" و"الجُمَل" هو الذي ترجَفنا به، لا محالةَ، وهُو المتوفَّى بمَرّاكُش حسبَما ذكَرْناه، وفيما وَقَعَ عندَ ابن الزُّبَيْر نظَر، واللهُ أعلم.

١١٦٢ - محمدُ بن أحمدَ بن أبي الفَتْح بن منصُور البَكِّيُّ، بواحدة، ابنُ الرائس.

رَوى بمَرّاكُشَ عن أبي العبّاس أحمدَ بن محمد بن عبد العزيز القَيْسيِّ، وأبي عيسى يوسُفَ بن عيسى الشَّرِيشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>