للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من أهل العِلم وجَوْدة الخَطِّ وجَلالةِ القَدْر، حيًّا سنةَ ثمانينَ وثلاث مئة.

٧٩٨ - محمدُ بن عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن خَطّاب، أبو الحُسَين.

رَوى عن شُرَيْح، وكان بارعَ الخَطِّ متقِنَ الضَّبط.

٧٩٩ - محمدُ (١) بن عبد الله بن محمد بن عبدِ الله بن أحمدَ بن موسى الخُشنيُّ، مُرْسِيٌّ، أبو جعفر بنُ أبي جعفر.

رَوى عن أبيه الحافظ أبي محمد بن أبي جعفرٍ وتفَقَّه به، وتأدَّب بالعربيّة بأبي بكرٍ ابن الجَزّار، وأجاز له أبو الوليد ابنُ الدَّباغ ولقِيَه.

رَوى عنه أبو بكر بنُ أبي جَمْرةَ، وأبو محمدٍ هارونُ بن عاتٍ، وصَحِباه أعوامًا، وأبو عبد الله بن عبد السّلام الجَمَليّ، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن طاهِر.

وكان فقيهًا حافظًا مُستبحِرًا في عِلم الرأي، حَسَنَ القيام على "المُدوَّنة"، يُلقي من حِفظِه مسائلَها، ذكيًّا جيِّد القريحة بارعَ الاستنباط، أصيلًا وجيهًا كاملَ المروءةِ مشهورَ الوفاء، رَصِينَ العقل جَزْلَ الرأي، أبيَّ النَّفْس سَرِيَّ الهمّة كريمَ الطَّبع، شديدَ التحريض على طلبِ العلم والترغيبِ فيه. كان أبو محمد القَلَنِّيُّ يُثني عليه ويقول: هو أفهمُ من أبيه.

وقال أبو محمد بنُ عاتٍ: كنتُ أيامَ دَرْسي عليه الفقهَ قد نزَلَ عليّ بعضُ مَعارفي من أهل شاطِبة، فشَغَلَني عن مطالعةِ دَوْلتي من "المدوَّنة"، فلمّا أصبَحْنا غَدَوْنا إلى الشّيخ فألقَى علينا المسائل، فأخطأَ الطّلبةُ في إيرادِ الجوابِ عنها حتى انتهَى إليّ فلم آتِ بالجواب على وجهِه، فألقَى الجُزءَ من يدِه وقام مُغضَبًا، قال أبو محمد بنُ عاتٍ: فاجتَزْتُ عليه وهُو في دِهْليز دارِه، فدعاني واشتَدَّ عليَّ في القولِ وقال: تركْتَ وطنك وأتيْتَ لطلبِ العلم ثم تُفرِّطُ ولا تجتهد؟ فاعتذَرْتُ له


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٣٠٣)، والذهبي في المستملح (٨٤) وتاريخ الإسلام ١١/ ٧٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>