للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الصِّفَاح والي أكشونبةَ- ابن يحيى بن الجبِّيْرِ -بكسر الجِيم وتشديدِ الباءِ بواحدةٍ وياءِ مَدّ- اليَحْصُبيُّ اليَمَانيُّ، قُرطُبيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ حَفْص.

تَلا بالسَّبع على أبي بكرٍ عَيّاش بن فَرَجٍ ولازَمَه وأكثَرَ عنهُ، وآباءِ عبد الله: جعفرٍ حَفيدِ مكِّيّ وابن المُناصِفِ وأكثَرَ عنه، وابن الحاجِّ وابن أبي الخِصَال، وأبي مَرْوانَ ابن مسَرّةَ وأطال مُلازمتَه واختَصَّ به، قَرَأَ عليهم وسَمِع وأجازوا له إلّا ابنَ المُناصِف فلم يَذكُرْ أنه أجاز له. وأجاز له أبو بكرٍ ابنُ العَرَبيِّ، وأبو جعفرٍ البِطْرَوْجيُّ، وأبو القاسم ابنُ الفَرَس.

رَوى عنهُ أبوا الحَسَن: ابنُه وابنُ قُطْرالَ، وأبو بكرٍ المَنْتِيشيُّ، وأبَوا جعفر: الجَيّارُ وابنُ محمد أبو حُجّة، وابنا حَوْطِ الله، وأبو الرَّبيع بن حَكَم، وأبوا عبد الله: القُرَشيُّ وابنُ محمد بن فَتْح ابن الفَصَّال، وأبَوا القاسم: عبدُ الرّحيم ابنُ المَلْجُوم ومحمدُ بن محمد بن عبد الرّحمن ابن الحاجّ، وأبو الوليد ابنُ الحاجّ.

وكان مُكْتِبًا عَفيفًا فاضلًا وَرِعًا، ديِّنًا متواضعًا، أديبًا حافظًا ذكيًّا، منقبِضًا عن الأمورِ السُّلطانيّةِ كلِّها، كارهًا الدخولَ فيها، مُجاهدًا نفْسَه راضيًا بالكفافِ في معيشتِه صابرًا على القَلّ، وخَطَبَ بقُرطُبةَ وقتًا، وكتَبَ من الحديثِ قطعةً صالحة، وجَمَعَ من كَتْبه جُملةً وافرة أتقَنَها وعُنيَ بضبطِها، وشَغَل نفْسَه بتقييدِها، ولازَمَ إسماعَها وإقراءَها، وكان يضبِطُها على كَبْرتِه أجودَ الضَّبطِ وأتمَّه، ويتَحرَّى الاستقامةَ والصَّوابَ في أدائها وتحميلِها، واستمرَّت على ذلك حالُه إلى أن توفَي بقُرطُبةَ مستورًا مُستغِنيًا عن الناس، في نحوِ الثُّلثُ الآخِر من ليلةِ الأحد الثامنةَ عشْرةَ من ذي قَعْدةِ أربع وثمانينَ وخمسِ مئة، ودُفنَ عصرَ يوم الأحد بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ حَوْمةَ مسجدِ كوْثَر، وشهِدَه جَمْعٌ كثيرٌ من الناس وأتْبَعوهُ ثناءً جميلًا وذِكْرًا حسَنًا؛ ومَوْلدُه بقُرطُبةَ بعدَ سنةِ خمس مئةٍ بنحوِ عامَيْنِ أو ثلاثة.

١٢٢٣ - محمدُ بن عليِّ بن عبد العزيز السَّعْديُّ، أشريٌّ.

كان طالبًا للحديث مَعْنيًّا بتقييدِه وضَبْطِه، وشُهِر بحفظِ "الموطَّإ" واستظهارِه، وكان من أهل الذكاءِ والفَضْل.

<<  <  ج: ص:  >  >>