للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعُطّلتِ المدارسُ من مُفِيضٍ ... علومَ الوَحي ليس له نظيرُ

تمثَّلَ قائلٌ فأجاد فيهِ ... وقد يتقَدَّمُ المعنى الأخيرُ:

(لَعَمْرُك ما الرَّزِيّةُ فَقْدُ مالٍ ... ولا شاةُ تموتُ ولا بعيرُ

ولكنَّ الرَّزيّةَ فقدُ قَرْمٍ ... يموتُ بموتِه بَشرٌ كثيرُ)

حبيبٌ بانَ لا خبَرٌ يُوافي ... بفَيْئتِهِ ولا يَأتي بشيرُ

إذا قَفَل الرِّفاقُ صدَدْتُ عنهمْ ... لعِلمي أنّه فُقِد الخَبيرُ

وإنْ أهدَى السّلامَ أخو اشتياقٍ ... إلى العَرَصاتِ شاقَتْني القُبورُ

فلا بَرحتْ قبورُ الغَربِ يُهدَى ... إليها الرَّيُّ والعَذْبُ النَّميرُ

ولازَبَها معَ الرَّيْحانِ رَوْحٌ ... ورُحمَى ما تطاولتِ العُصورُ

ولم يَتخلَّفْ رحمه اللهُ لا دينارًا ولا درهمًا، ولا عَبْدًا ولا أَمَةً، ولا عَقارًا ولا ثيابًا إلا أشياءَ (١) لا قَدْرَ لقيمتِها (٢)، لِما كان عليه من المواساةِ والصَّدَقة والإيثارِ نفَعَه الله.

٢٩٣ - أحمدُ بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الحقِّ الخَزْرَجي (٣)، قُرْطُبيٌّ، أبو جعفر.

تَلا على ابن عمِّه أبي القاسم عبد الرّحمن بن الحَسَنُ بن سَعيد، ورَوى عن أبي العبّاس بن (٤) المهدوي (٥)، وأبي عَمْرٍو عثمانَ بن سعيد ابن الصَّيْرَفي، لقِيَه


(١) في م: "شيئاً".
(٢) في م: "لقيمته".
(٣) ترجمه ابن الجزري في غاية النهاية ١/ ٦٦ وفيها أنه توفي سنة ٥١١ هـ، وترجم ابن الأبار لحفيده محمد بن عبد الحق بن أحمد بن عبد الرحمن (١٣٩٨).
(٤) بعد هذا بياض في النسختين.
(٥) في ق: "المهدي"، محرف، وهو أبو العباس أحمد بن عمار، أصله من المهدية من القيروان وقدم الأندلس، وهو مقرئ معروف، مترجم في الصلة البشكوالية (١٨٨)، وإنباه الرواة ١/ ٩١، وتاريخ الإسلام ٩/ ٥٩٨، والواقي بالوفيات ٧/ ٢٥٧، وغاية النهاية ١/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>