وتتَبَّع الأسماء الحُسنى إلى مُنتهَى إحصائه منها؛ ونَظَمَ شمائلَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ولهُ رسالةٌ بديعة تشتملُ على نَظْم ونثر، كتَبَ بها إلى قبرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذَكَرَ أبو عبد الله ابنُ الأبّار مصنَّفاتِه فقال: وله تآليفُ ومجموعاتٌ، منها:"كتابُ الوسيلة لإصابة المعنَى في أسماءِ الله الحُسنى" فأوهَمَ بذلك أنه تألفٌ غيرُ منظوم على نحوٍ "المقصد الأسنَى" لأبي حامدٍ الغَزّالي أو "الأمَدِ الأقصىَ" لأبي بكرٍ ابن العَرَبي أو غيرهما ممّا جَرى مَجْراهُما وأُلِّف في معناهما؛ وهذه الوسيلةُ كما وَصَفْتُ لك، وما أرى ابنَ الأبّار وقَفَ عليها.
مَولدُه سنةَ سبع وأربعينَ وخمس مئة، وتوفِّي في شهرِ ربيعٍ الآخِر سنةَ تسع وست مئة.
٣٤٨ - عليّ (١) بن أحمدَ بن محمد بن يوسُفَ الأنصاريُّ، مَرَوِيٌّ، أبو الحَسَن، ابنُ الغَزَال.
رَوى عن أبي إسحاقَ ابن الحاجِّ البلّفيقيِّ الزَّاهد، والقاضي أبي بكر بن عبد الملِك بن أبي نَضِير، وأبي الحَجّاج الشَّرِيشيّ، وأبي عبد الله الشَّوّاش ولازَمَه اثنَيْ عشَرَ عامًا، وأبي عبد الرّحمن بن غالب، وأبي محمد بن حَوْطِ الله. وأجاز له ممّن لم يَلْقَه: أبو الحُسَين بن زَرْقُونَ، وأبو القاسم بن بَقِيّ. حدَّثنا عنه أبو محمد مَوْلى سَعيد بن حَكَم، كتَبَ إليه.
وكان مُقرئًا مجوِّدًا، فقيهًا حافظًا فاضلًا، نَحْويًّا لُغَويًّا أديبًا، خيِّرًا صالحاً، خَطَبَ بالمَرِيّة زمانًا طويلًا زُهاءَ خمسينَ سنة، وكان حيًّا سنةَ ستّ وستينَ وست مئةٍ ابنَ اثنينِ وثمانينَ عامًا.
٣٤٩ - عليّ بن أحمدَ بن محمد العَبْدَريُّ، أبو الحَسَن.
رَوى عن القاضي أبي بكرٍ ابن العَرَبي.
(١) ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٣٠٤، وفي هامش ح: "هو حفيد العابد أبي عبد الله الغزال، ولذلك كان أهل بلده يعرفونه بالحفيد، توفي بعيد سنة سبعين وست مئة". قلنا: وهذا التعليق منقول عن صلة الصلة.