للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغرِب تصغيرُ حسَن- بن محمد بن أبي يحيى يَسْوُوْكُّوت -بياءٍ مَسْفولة بثِنتَيْنِ مفتوحةٍ وسينٍ غُفْل ساكنة وواوٍ مضمومة بعدَها أخرى ساكنة وكافٍ مشدَّدةٍ مضمومة بعدَه واوُ مدٍّ وآخِرُه تاءٌ باثنتَيْنِ من فوقُ، وتفسيرُه: مُنجب، أو مُصلِح، والأوّلُ أبيَنُ عندَهم، كذا تلقيتُه منه رحمه الله- الماقَرِيُّ بالقافِ المعقودة، وجَرى اصطلاحُ كتّابِ المغرِب على كَتْبِها بالجيم هكذا: الماجَري، من بني يَجّا -بياءٍ مَسْفولةٍ. باثنتينِ مفتوحةٍ وجيم مشدَّدة بعدَها ألف، وهم فَخِذٌ من بني ماجَر بثَغْر آسَفي حَمَاه الله- قال: أنبأني أبو الحَسَن بن أحمدَ بن أبي قُوّةَ عن أبيه، قال: صَلَّيْتُ وأنا شابٌّ صغيرٌ بالناس في قيام رمضانَ، فسَجَدتُ بهم في سُورة الحجِّ سجدتَيْن، فلمّا سَلَّمتُ قال لي رجلٌ من القوم: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٢٤]، قال: فقلتُ له: {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنبياء: ٥٤]، فلمّا كان من الغَدِ ذكرتُ هذا الجوابَ لأبي العبّاس بن طاهرٍ الفقيه، وكنتُ حينئذٍ أقرأُ عليه، فأعجَبَه واستَظْرَفَه وضَحِك عليه.

٦٨ - أحمدُ بن أبي يحيى المُرِّي، أبو بكر.

رَوى عن أبي عمرو المُقرئ، وكان مُقرئًا مجوِّدًا جليلًا، وصنَّفَ في التجويد ومخارج الحروف تأليفًا مفيدًا أخَذَه الناسُ عنه.

٦٩ - أحمدُ (١) بن أدهمَ مَوْلى بني مروان، جَيَّانيٌّ سكَنَ قُرْطُبة، أبو بكر.

كان أديبًا فقيهًا جليلَ القَدر، استَقْضاهُ بالمَرِيّة أميرُها في الفتنة خيرانُ العامِري، وكان صَليبًا في حُكمِه عَدلًا في قضائه لم يتمَوَّلْ في ولايته القضاءَ شيئا قليلًا ولا كثيرًا، ثم عاد إلى قُرطُبةَ بعدَ مَغيبِه عنها مدة طويلة، فخالفَتْهُ بها العِلْيةُ من أهلِها.

وتوفِّي في ذي القَعدة سنةَ تسع وعشرينَ وأربع مئة، ودُفن بمقبُرةِ الرَّبَضِ العتيقة، وشهِدَ دَفْنَه جمعٌ من الناس.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>