للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنّنا لم نقفْ في الأسفار الموجودة من "الذّيل والتكملة" على عمل ابن عبد الملك بهذه الإجازة.

ووَصَل إلى المؤلف وإلى ولده محمد كتابٌ من دمشقَ من صاحبه وزميله القديم أَحْمد بن فَرْح صاحب القصيدة الغَزَليّة المورِّية بألقاب الحديث والمعروفة بعنوانها: "غرامي صحيح"، قال في ترجمته: "كتَبَ إليّ وإلى ولدي محمد من ظاهر دمشق" (١). وقد يكون في هذا الكتاب إجازةٌ أو استجازةٌ من بعض من أخَذ عنهم في المشرق، وسماهم المؤلّف في ترجمته.

وهكذا نرى أنّ ابن عبد الملك، الذي لم تُكتَبْ له الرحلةُ إلى الديار المشرقية (٢)، قد بلغ إليه علم المشرق سواءٌ من الوافدينَ منه على المغرب والأندلس مثلُ ابن رَشِيد البغداديِّ وابن الحَنْبلي الدِّمشقي وغيرهما، أو بواسطة أصحابِه الراحلينَ إلى المشرق كالعَبْدريّ وابن رُشَيْد السَّبْتي وغيرهما.

وبعدُ، فهؤلاء هم شيوخُ ابن عبد الملك -فيما وقَفْنا عليه- وقد بذَلْنا جهدنا في تتبُّعهم وتجريدهم من الأسفار الموجودة من "الذّيل والتكملة" الذي يعتبر مصدرَنا الأول في معرفة ابن عبد الملك.

أصحابُه:

أشار ابن عبد الملك، في معرِض الحديث عن بعض شيوخه وغيرهم، على عدد من أصحابه، ويقصِد بهم: أقرانه الذين اشتركوا معه في الأخْذِ والرواية عن أولئك الشيوخ.


(١) الذيل والتكملة ١/الترجمة ٤٨٣.
(٢) يبدو أنه لم تتيسر له أسباب الاستطاعة لأداء فريضة الحج، ونجده يقول في وصف رحلة ابن جبير: "وهو كتاب ممتع مؤنس مثير سواكن النفوس إلى الوفادة على تلك المعالم المكرمة والمشاهد المعظمة" الذيل والتكملة ٥/الترجمة ١١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>