للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا لي: خَضبْتَ الشَّيبَ كيْما ... يَراكَ الغانياتُ من الشَّبابِ

فقلتُ لهمْ: مُرادي غيرُ هذا ... ولم يَكُ ما حَسِبْتُمْ في حسابي

خَشِيتُ يُرادُ مِنّي عَقْلُ شيْخٍ ... ولا يُلفَى فمِلتُ إلى التّصابي

قال أبو العبّاس: قلتُ هذه الأبياتَ ليلةً، فلمّا أصبحتُ غَدَوْتُ إلى مجلس كنتُ أحضُرُه فسمعتُ رجُلاً يُنشِدُ لنفسِه [الوافر]:

ولستُ أَرى شَبابًا بانَ عنّي ... يَرُدُّ عليَّ بهجتَهُ الخِضابُ

ولكنّي خَشِيتُ يُرادُ منّي ... عقولُ ذَوي المَشيبِ فلا تُصابُ

قال المصنِّفُ عَفا اللهُ عنه: هذه من الاتّفاقاتِ الغريبة في توارُدِ الخواطر على المعاني المتّحدة، وقد وقَعِ ذلك قديماً وحديثًا لكثير من الشّعراءِ الذين لا يُدفَعونَ عن صِدق فيما يَأْتون به فلا يُنكَرُ مثلُه، واللهُ أعلم.

٣٨٢ - أحمدُ بن عليّ بن أحمدَ الكِنانيُّ، أبو جعفر.

له إجازةٌ من أبي بكرٍ عبد العزيز بن خَلَف بن مُدِير.

٣٨٣ - أحمدُ بن عليّ بن ثابتٍ اللَّخْميُّ، إشبيليّ، أبو العبّاس.

رَوى (١) عن أبوي بكرٍ: ابن العَرَبي، وابن خَلَف بن مُدِير. رَوى عنه أبو العبّاس بن عليّ بن هارون.

وكان شديدَ العناية بالتواريخ وتخليدِ أخبار الناس، وله في ذلك مجموعاتٌ مُطوَّلةٌ ومُقتَضَبة، وكانت له كتُبٌ كثيرةٌ كتبها (٢) في أوقاتِ الفتن، وكان صحيحَ الدِّخْلة تصحَبُه غَفْلة عُرِف بها، وكان يَنتحلُ عَقْدَ الشّروط ولم يكنْ في الاضْطِلاع بها هنالك لتقصير منه في مَعارِفِه التي يُستعانُ بها في ذلك.


(١) من هنا إلى قوله: "أبو العباس" سقط من ق جملة.
(٢) في ق: "اكتسبها"، وما هنا من م، وهو يتفق مع قوله: وكان شديد العناية بالتواريخ وتخليد أخبار الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>