للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: "تكميلُ الشيوخ النَّبَل" لإبن عساكر في سِفرٍ وَسَط، ومنها: "المنهَجُ الأقوَم في فضل الصلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - "، ومقالةٌ سَمّاها "خبيئةَ الصّدر في تعيينِ ليلةِ القَدْر"، وأخرى سَمّاها [....] في معنى قولِ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل هو الله أحد تَعدِلُ ثُلُثَ القرآن"، ومقالةٌ سَمّاها "تنبيهَ الأنام على فضلِ مَن شابَ شَيْبةً في الإسلام"، وأرجُوزةٌ في معجِزات النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَمّاها "كتابَ نَظْم الدُّرَر السَّنِيّة في معجِزاتِ سيِّد البَرِيّة"، وشَرَحَها في سِفر ضَخْم في حجم "الموطَّإ" أو نحوِه؛ إلى غيرِ ذلك من المقالاتِ والفوائد التي كان يَعمُرُ بالنظرِ في جمعِها أوقاتَ خَلَواتِه.

وكتَبَ بخطِّه البارع الأنيق كثيرًا، واستقضاهُ المعتضِدُ من بني عبد المُؤمن بعدَ أبي إسحاقَ المَكّادِيِّ، ثم المُرتفَى بعدَ أبي عبد الله محمد بن يحيى الخَطيب، وعُرِف في الكَرَّتَيْنِ بالعَدْل والنَّزاهة والصَّرامةِ في تنفيذ الأحكام وإنصافِ المظلوم من الظالم، وخَطَبَ بالجامع الأعظم الأعلى مُدّةَ قضائه الأخيرة، إلى أن توفِّي يومَ الثلاثاء لعَشْر بقِينَ من شعبانِ سنة أربع وخمسينَ وست مئة، وصَلّى عليه بالمُصلَّى على الجنائز في جَوْفي خارج الجامع المذكورِ القاضي بعدَه الفاضلُ أبو محمد عبدُ الواحد بن مخلوف بن موسى الهزميريُّ المَشّاط، وحَضَرتُ جَنازتَه والصّلاةَ عليه في خَلْقٍ لا يُحصَوْنَ كثرةً، واحتُمِلَ إلى مَدفِنِه بدُوَيْرةٍ كان قد اتّخَذَها للتفرُّغ فيها معَ من يَغْشاه من أكابرِ أهل العِلم ونُبهائهم للنظر في العلم وأسبابِه والمُذاكرة فيه ومقابلة ما يُنسَخُ أو يُستنسَخ، وهي بحَوْمة المَرْج بمقرُبة من باب تاغزوت داخلَ البلد، وقد كان دُفن في مجلسِها الذي كان يَجتمعُ فيه مع أهل العِلم جماعةٌ من كُبَراءِ أهل العلم، منهم: شيخُنا أبو محمد العِراقيُّ وأبو زكريّا بن عليّ المعروفُ بابن راحِل، وفي ذلك المجلِس دُفن بعدَهم ومعَهم، رحمةُ الله عليهم أجمعين.

٤١ - محمدُ بن أحمدَ بن عيسى بن هلال، قُرطُبيٌّ، ابنُ القَطّان.

وهو وَلَدُ أبي عُمرَ ابن القَطّانِ الفقيه، توفِّي ودُفن يومَ الجُمُعة لتسع بقِينَ من شعبانِ أربع وتسعينَ وأربع مئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>