للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١١ - عليُّ (١) بن محمد بن عبد الرّحمن بن محمدِ بن عبد الله بن عليّ القُضَاعيُّ ثُم البَلَويُّ، إشبِيليٌّ قُرطُبيُّ الأصل، ويُعرَفُ سَلَفُه بها ببَني عليّ، أبو الحَسَن البَلَويّ.

رَوى عن آباءِ بكر: ابن الجَدِّ وابن خَيْرٍ وأكثَرَ عنه، وابن صَافٍ وتلا عليه بالسَّبع، وأبوَيْ عبد الله: ابن زَرْقُونَ وابن المُجاهِد، وأبي عُمرَ عَيّاشٍ الأكبر ابن عَظِيمة، وأبوَي القاسم: ابن بَشْكُوال والسُّهَيْلي، قرَأَ عليهم وسَمِعَ وأجازوا له؛ وتفَقَّه بأبي الرَّبيع المَقُوقي. وأجاز له من أهل الأندَلُس: أبو جعفر بنُ مَضَاء، وأبو القاسم ابن الحاجِّ، والشَّرّاطُ، وأبو محمد عبدُ المُنعِم ابن الفَرَس، وأبو الوليد ابنُ المُناصِف. ومن أهل المشرِق: أبو الطاهرِ السِّلَفي.

رَوى عنه شيخانا: أخوه أبو القاسم وأبو الحَسَن الرُّعَيْني، وأبو بكر بنُ سيِّد الناس، وأبَوا محمد: الحَرّار وطَلْحةُ، وأبو عبد الله بن سَعِيد الطَّرّاز.

وكان كبيرَ عاقِدي الشُّروط بإشبيلِيَةَ وصَدْرَ المُبرِّزينَ من عُدولِها، أثبَتَ الناسِ على شهادةٍ وإن طال أمرُها، وَقُورًا مَهِيبًا سَرِيَّ الهمّة خيِّرًا فاضلًا حليما، سالمَ الصَّدر، حَسَنَ الخُلُق على شدّةِ انقباضٍ كانت فيه وقلّةِ انبساط معَ الناس وكثرةِ نِفارٍ منهم وحَذَر من مخُالطتِهم أولَ ما يَلقاهُ قاصدُه، فإذا خَبِرَ منه سلامةَ الجانب وصحّةَ القَصْد والمعاملةَ بالجَدِّ قابَلَه من حُسن القَبول وجميل العِشرة بما لا مزيدَ عليه، مُحرِجًا في إسماعِه الحديث، ضابِطًا راويةً ثِقةً في نَقْلِه، كاملَ المعرفة بالفقه وفرائض المواريثِ والحسابِ والعَروض.

وُلدَ يومَ الخميس لثمانٍ بقِينَ من ربيع الأوّل عامَ أربعةٍ وخمسينَ وخمس مئة، وتوفِّي لإحدى عشْرةَ ليلةً بقِيَتْ، وقال ابنُ الأبار: في المُوفي ثلاثينَ من ربيعٍ الآخِر ثلاثة وعشرينَ وست مئة، والأوّلُ الصحيح (٢).


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٨٢٧)، والرعيني في برنامجه (٤٢)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٨١، والذهبي في المستملح (٧٠٠)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٧٤٤.
(٢) وقال الرعيني: في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>