للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخو أبي [عليّ] المذكورِ قبلُ. كان شيخًا حَسَنَ الخُلُق كريمَ الطِّباع [....] بارًّا بكلِّ مَن يَغْشاهُ من أصحابِه ومعارفِه.

استُقضيَ بشَرِيشَ وبأغماتِ [وريكة] فشُكِر في طريقتِه وعُرف بالعدل والتُّؤدة، ووَلِيَ بمَرّاكُشَ خُطّةَ المَناكح، واستمرَّ بها محمودَ السِّيرة إلى أن توفِّي سنةَ خمسينَ وست مئة، ودُفن بجَبّانتِهم [ببابِ] تاغزوتَ داخلَ مَرّاكُش، واحتَفلَ الناسُ لشهودِ جَنازته وأثنَوْا عليه صالحًا.

٨٧ - محمدُ (١) بن الحَسَن العابِد ابن عَطِيّةَ بن غازي بن خَلُوف بن حَمْد بن موسى بن هارونَ بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمدَ بن جابِر بن عبد الله صاحبَيْ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ورضيَ عنهما، سَبْتيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ الغازي.


= في رفع ظلم عن أحد الرعايا مسه من القاضي عتيق ابن مكسور الجنب جاء فيها: "وإن عتيقًا ابن مكسور الجنب الذي كسره كذب اسمه وصدق اسم أبيه، ضجت الأرض وعجت لقبح ما ياتيه، فإنه كان قاضيًا أمام النصارى دمرهم الله يخدم مكوسهم، ويفدي بنفسه الخائنة نفوسهم، قد اتخذ أعوانًا ووزعة، وأبرز شنعه وبدعه، وقد بعد عن معرفة التوحيد وعلمه، ولم يجر على حده المطرد ورسمه، بل يحكم في النوازل بالرأي الفائل، ويقضي في الحوادث، بالنظر العابث، يسلك في سبل المظالم وطرقها، ويضرب ظهور المسلمين بغير حقها"، وتمضي الرسالة وهي طويلة في شرح ما تنسبه إليه من شدة وقسوة ورشوة ومخالفة للأحكام الشرعية.
ويفهم من قول المؤلف في آخر الترجمة أنه كانت لهذه الأسرة جبانة خاصة بها. وربما كانت التراجم المفقودة لأعلامها تشتمل على معلومات مفيدة وانظر كذلك (المسند الصحيح الحسن:٤٤٢).
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٧٣٠)، وابن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة (١١)، والذهبي في المستملح (٣٣٦)، وفي تاريخ الإسلام ١٢/ ١٠٠٥. وقد ساق ابن غازي المكناسي في فهرسه سنده في الشفاء برواية ابن غازي المترجم، ثم قال: "قلت: سميي هذا محمد بن غازي هو محمد بن حسن ... " وساق النسب كما ذكره ابن عبد الملك، ثم قال: "يحمل عن عياض وابن هشام اللخمي، حضر مناظرة ابن هشام وأبي بكر بن طاهر. ذكر ذلك تلميذه أبو عبد الله الأزدي" (فهرس ابن غازي: ١٠٩. وانظر في المناظرة التي شهدها المترجم الذيل والتكملة ٦/الترجمة ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>