للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه [البسيط]:

مطالبُ الناسِ في دُنياك أجناسُ ... فاقصِدْ فلا مطلَبٌ يبقى ولا ناسُ

وارْضَ القناعةَ مالًا والتُّقى حَسَبًا ... فما على ذي تُقًى من دهرِه بَاسُ

وإن علَتْك رؤوسٌ وازدَرَتْك ففي ... بطنِ الثَّرى يتَساوى الرَّجلُ والرّاسُ

ومنه [الكامل]:

ابْخَلْ بدييك إن أردتَ سلامةً ... وابخَلْ بمالِكَ إن أردتَ هلاكا

بُخلٌ وبُخلٌ والسلامةُ والرَّدى ... ضِمناهُما، عجبًا لذا ولذاكا

ومنه [الطويل]:

ولمّا رأيتُ الشَّيبَ بيَّنَ صُبحُهُ ... وليلُ شَبابي قد مضَى لسبيلِهِ

أقمتُ على نفْسي فناءَ دليلِها ... فصِرتُ بوجهٍ مُعرِضٍ عن دليلِهِ

وقالتْ تمتَّعْ من زمانِك ساعةً ... ولا تبكِيَنَّ الهوْلَ قبلَ نزولهِ

وبادِرْ إلى لَذّاتِ ذاتِك واغتنمْ ... طلوعَ مُحيّا البدرِ قبلَ أُفولِهِ

وغَرَّت وما بَرَّتْ ولكنْ أجَبتُها ... وكم ناصحٍ لي ما أَصَخْتُ لقيلِهِ

وشعرُه كثيرٌ (١) في طريقة الزُّهد والحِكَم وما يُشبهُ ذلك وينعَدُّ منه، ولم يكنْ يُسامحُ نفْسَه بالأخْذِ في نَظْم بيتِ نَسِيب فما فوقَه، وكان فيه جيِّدَ الطَّبع.

كان أبو الخَطّاب محمدُ بن أحمدَ بن خَليل متى وقَفَ على شيءٍ من نَظْمِه استَحسَنَه ووَصَفَه بجَودةِ الطَّبع وحُسن الالتفاتِ رحمه الله.

٢١٥ - أحمدُ بن عبد الله بن حُسَين النَّفْزِي.

٢١٦ - أحمدُ بن عبد الله بن خَلَف الأنصاريُّ، مُرْسِيٌّ، سَكَنَ قُرْطُبةَ، أبو العبّاس وأبو جعفر.


(١) أورد له صاحب الديباج بيتين في موضوع الزهد زيادة على ما هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>