للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤٠ - عُلَيْم (١) بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن عُبَيد الله بن القاسم بن خَلَف -ويقالُ: عُبَيدُ الله بن أبي القاسم خَلَف، وهو الصَّواب- ابن هاني العُمَريّ، من ذُرِّيّة عُمرَ بن الخَطّاب رضيَ اللهُ عنه، شاطِبيُّ الأصل، نَشَأَ ببعضِ أعمالِ دانِيَةَ، أبو الحَسَن وأبو محمد.

سَمِعَ بشاطِبةَ: أبا الأصبَغ بن إدريسَ، وأبا بكر بنَ أسَد، وأبا عبد الله بنُ مغاوِر، وأبا جعفر بن جَحْدَر، وبدانِيَةَ أبا إسحاقَ بن جماعة، وأبا عبد الله بن سَعِيد، ومَكَثَ بها سنين (٢). ثم رَحَلَ إلى المَرِيّة وسَمِعَ أبوَي الحَجّاج: الأُنْدِيَّ وابنَ يَسْعُون، وأبا عَمْرٍو الخَضِرَ بن عبد الرّحمن، وأبا القاسم بن وَرْد، وأبا محمد الرُّشَاطِي. ومن شيوخِه سوى من ذُكِرَ: أبو الحَسَن بنُ المُنذِر.

رَوى عنه أبو بكر عَتِيقُ بن عليّ العَبْدريُّ، وأبَوا عُمرَ: ابن عاتٍ وابن عَيّاد، وأبو محمد بن سُفيان.

وكان محدِّثًا حافظًا لمُتونِ الأحاديث، صالحًا زاهدًا رافضًا للدُّنيا، وَرِعًا فاضلًا واعظًا ناصحًا، نفَعَ اللهُ بصُحبتِه خَلْقًا كثيرًا، وكان مُثابِرًا على الدراسة يَستظهِرُ "الموطَّأ" و"الصَّحيحين" و"المُدوَّنة" وكثيرًا من كُتُبِ الرأي والتفسير؛ وكان يقول: ما حَفِظتُ شيئًا فنَسِيتُه، وكان الغالبَ عليه حِفظُ السُّنن وعلوم القرآن، وكان ذا حظّ وافر من الأدبِ وعلم الكلام وعبارةِ الرُّؤيا وقَرْض الشِّعر، وكان بارًّا بأصحابِه حسَنَ العِشرة لهم كثيرَ الاعتناءِ بأحوالِهم سريعَ البِدَار إلى قضاءِ حوائجِهم يقطَعُ اليومَ والأيامَ في النظَر في مصالحِهم والسَّعي الجَميل في التهَمُّم بمَآربِهم وأمورِهم، محبَّبًا عندَ العامّة والخاصّة، محتسِبًا نفْسَه في تغيير


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٩٩٩)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٣٤٥، والذهبي
في المستملح (٧٥٧)، وتاريخ الإسلام ١٢/ ٣٢٢.
(٢) هكذا في النسخ، وفي التكملة: "سنتين".

<<  <  ج: ص:  >  >>