للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شُرَيْح، ورَوى أيضًا عن أبي محمد بن مُغيث وأبي مَرْوان بن مسَرَّةَ رَوى عنه ابناهُ: أبو عبدِ الله وأبو محمد. وذَكَرَ أبو جعفر ابنُ الزُّبَير روايةَ ابنِه أبي القاسم سُليمانَ عنه، ولا أذكُرُ الآنَ سُليمانَ في بَنِيه، فاللهُ أعلم قد سَقَطَ ابنٌ بينَ أبي القاسم وسُليمان، على أنّي لا أعرِفُه الآنَ أيضًا في بنيه مَن يُكْنَى بأبي القاسم، فيُحقَّقُ هذا ويُعمَلُ بحسَبِ ما يصحُّ منه (١) إن شاء الله.

وكان من أهل العلم بتجويد القرآن العظيم كثيرَ التِّلاوة له، معروفَ الفَضْل، من بيتِ علم ونَباهةٍ ودِين. توفّي بقُرْطُبةَ ودُفن لثمانٍ خَلَوْنَ من صَفَرِ تسع وسبعينَ وخمس مئة.

٦٤٤ - أحمدُ (٢) بن محمد بن سُليمان، غَرْناطيٌّ، أبو جعفر، الحاجُّ الجبيهة.

تَلا بالسّبع على أبي الحَسَن [عليّ] (٣) بن دُرِّيٍّ وسواه، ورحَلَ بأخَرةٍ إلى المشرِق فأدَّى فريضةَ الحجّ، وقَفَلَ إلى المغرِب وركِبَ البحرَ فغَرِق واستُشهد كلُّ من كان معَه بالمركَب الذي كان فيه وتعَلَّقَ هو بعُود من أعوادِه وبقِيَ عليه أيامًا حتى قَيَّضَ اللهُ له منِ التَقَطَه وبه رمَقٌ فعولجَ حتى ثابَتْ إليه حياتُه، وجَلا حالُه ذلك عن اختلالِ ذهنِه، وكان قبلَ توجُّهِه إلى الحجِّ من جِلّة المُقرِئين وفُضَلائهم، ومن أهل العلم والعمَل والوَرَع الصّادق والفضل التامّ، مُواظِبًا على تلاوة كتابِ الله تؤْثَرُ عنه كراماتٌ وأحوالٌ صالحة، بقِيَ على ما أمكَنَه إدراكُه منه بعدَ هذا الطارئ عليه.

وتوفِّي في حدود ثلاثٍ وستينَ وخمس مئة وقد بَلَغَ تسعينَ سنة، ودُفن ببابِ إلبيرةَ، وقبرُه هنالك معروفٌ مَزُور مقصودٌ للتبرُّك به مَرْجوُّ البَرَكة، نفَعَه اللهُ ونفَعَ به.

٦٤٥ - أحمدُ بن محمد بن سُليمان، قُرْطُبيّ، أبو حمزة.

رَوى عن أبي عبد الله (٤) ابن العَطّار الحِسَابي، رَوى عنه أبو عُمرَ عبدُ البَرّ "جامعَ أبي شبيث".


(١) في ق: "عنه".
(٢) ترجمه ابن الجزري في غاية النهاية ١/ ١١٧.
(٣) ما بين الحاصرتين بياض في النسختين استفدناه من غاية النهاية.
(٤) بعد هذا بياض في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>