للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحَجّاج ابنُ الفَتْح: رأيتُه رحمه اللهُ تعالى، يعني أبا حَفْص ابنَ صمع، في النّوم بعدَ وفاتِه، فقلتُ له: أين سُكناك؟ فقال: في حارةِ التوفيق (١).

٢٦ - عُمرُ (٢) بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عُمرَ السُّلَميُّ، أغْماتيٌّ -أغماتَ وَريكة- فاسيُّ الأصل قديمًا، شُقْريُّه حديثًا وقديمًا، سَكنَ فاسَ كثيرًا وغيرَها أحيانًا؛ أبو حفص، ابنُ عمر.

حدَّث بالإجازة عن جَدِّه للأُمِّ أبي محمدٍ سِبطِ الحافظ أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، وتفَقّه بأبيه، ولزِمَ في النّحوِ أبا بكر بنَ طاهر الخِدَبَّ واختَصَّ به كثيرًا، وأخَذ عن أبي عبد الله بن عليّ ابن الرَّمّامةِ طويلًا، ورَوى عن أبي مَرْوانَ بن مسَرّةَ، وأجازَ له أبو الطاهِر السِّلَفيُّ.

رَوى عنه أبوا عبدِ الله: ابنُ أخيه أحمدُ بن عُمرَ السُّلَميّ وابنُ عبد الرّحمن التُّجِيبيُّ -وهو نظيرُه- وأبو بكر بن محمد بن عبد العزيز ابنُ أُختِ ابنِ صافٍ، وأبو جعفر بنُ فَرقَد، وأبَوا الحَسَن: الدَّبّاجُ وابن عبدِ الصّمد ابن الجَنّان، وأبو الخَطّاب بن خليل، وأبو الرّبيع بن سالم، وآباءُ العبّاس: البَطْبَط وابنُ رأسِ غنمة والمَوْرُوريُّ وابن يَعلَى بن شُكَيْل، وأبو مَرْوانَ الباجِيُّ.

وكان حَسَنَ الخَلق، بهيجَ المنظر، جميلَ الهيئة، متفنِّنًا، حافظًا للفقه، راويةً مُسنِدًا، رئيسًا من رُؤساءِ النُّحاة، قال أبو الحَسَن ابنُ خَروفٍ النَّحويُّ -وكان صديقًا له-: كنّا نَجتمعُ عندَ الأستاذِ أبي بكر بن طاهر ومعَنا أبو ذرّ بن أبي رُكَبٍ


(١) نقلت هذه الترجمة بالحرف في الإعلام للقاضي ابن إبراهيم المراكشي، ووردت إشارة إلى الفقيه أبي علي بن صمع في التشوف فجعل منها صاحب الإعلام ترجمة ثانية، وهما في الحقيقة شخص واحد. انظر الإعلام ١/ ٣٢٨ و ٩/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٢) ترجمه التجيبي في زاد المسافر ١٤٣، وابن الأبار في التكملة (٢٦٤٧)، وابن سعيد في الغصون اليانعة ٩١، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ١٣٩، والذهبي في المستملح (٦٣٥)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٨١، وابن القاضي في جذوة الاقتباس ٢/ ٤٩٦، والمقري في أزهار الرياض ٢/ ٣٦١، والمراكشي في الإعلام ٩/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>