كم دعاه إذ رآه عرة ... وأباه إذ دعاه يَا أبهْ" (نفح الطيب ٤/ ٥٩)، ومهما يكن الفرق بين هذا القاضي ووالده كما تقول المطارحة فإنها تبقى من قبيل الأدبيات الهزلية وقد يكون وراءها ملابسات المعاصرة والمنافسة وكذلك المنافرة المعروفة بين العُدْويين والأندلسيين فالقاضي عدوي والثلاثة المذكورون أندلسيون (انظر ترجمة ابن أبي خالد في تحفة القادم: ١٢٠، وترجمة أبي الفضل في القدح المعلى: ١٠٨، وترجمة أبي الحجاج في عيون الأنباء ٣/ ١٢٧. وأبو عمران قاضي القضاة بمراكش المترجم هو الذي يقول فيه الشاعر: يخط في الرق خطًّا ... كأنه خط شيطان يفك عنه المعمى ... موسى بن عيسى بن عمران وله ولد اسمه محمد انتقل إلى تونس وكُتِبَ عليه أن يشترك في مغامرة يعقوب الهرغي الذي ثار سنة ٦٣٩ هـ بطرابلس على أبي زكريا الحفصي ودعا لنفسه وتسمى بالإمام الفاطمي ولكن دعوته فشلت وقبض عليه وقتل وصلب هو وأتباعه ومنهم ولد المترجم أبو عبد الله محمد الذي كان أعد خطبة لتقرأ يوم بيعة صاحبه (انظر رحلة التجاني: ٢٦٨). (١) ترجمته في المغرب ١/ ١٠٧ ووردت الإشارة إليه في نفح الطيب ٤/ ١٤١. (٢) تقدمت ترجمته في هذا السفر رقم (١٣٥). (٣) راجع في هذه الأراجيز السفر الخامس (٥٥٣) و (٦٣٩) والأصل فيها أرجوزة ابن سيده وهي مطبوعة.