للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه في صفةِ النَّعْل المتَّخَذة من الحَلْفاء، وهي التي يُسمِّيها أهلُ الأندَلُس ومَن صاقَبَهم من أهل العُدوة بالبُلْغَة (١)، وهي من قصيدةٍ طويلة في مَدْح المأمونِ أبي العلاءِ ابن المنصُور، من بني عبد المُؤْمن [الطويل]:

رَكِبتُ إلى لُقْياكَ كلَّ مَطِيّةٍ ... مُبرَّأةٍ أن تَعرِفَ الأبَ والنَّسْلا

إذا نَسَبُوها فالتَّنوفةُ أُمُّها ... ووالدُها ماءُ الغَمامِ إذا انْهَلّا

وما علِمَتْ يومًا غِذاءً وإنّما ... أعارَ لها الأعضاءَ صانعُها فتَلا

وقد ضَمِرَتْ حتى اغتَدتْ من نُسوعِها ... فلو عرَضَتْ للشمسِ ما أسقَطَتْ ظِلّا

وما في قَراها قَدْرُ مقعدِ راكبٍ ... ولكنّها ساوَتْ مِساحتُها الرِّجْلا

لتبليغِها المضطرَّ تُدْعى ببُلْغَةٍ ... وإن قِسْتَ بالتشبيهِ شَبَّهْتَها نَعْلا

سأشكرُها جُهدي وأُثني بفضلِها ... فقد بلَّغتْني خيرَ مَنْ وطئَ الرَّمْلا

مليكًا كأنَّ الشمسَ فوقَ جبينِهِ ... وليثُ الشَّرَى في دِرعِه حاميًا شِبْلا

إذا رام أمرًا لم يكنْ فيه مِن "عسَى" ... وإن قال: كنْ؛ لم يَخْشَ في غَرضٍ مَوْلى

وما ذاك إلّا أنّ في الله هَمَّهُ ... فيُجري له في ذلك القولَ والفعلا

مَوْلدُه تخمينًا في نحوِ أربعٍ وثمانينَ وخمسِ مئة، وتوفِّي ظُهرَ يومِ الأربعاءِ لأربعٍ خَلَوْنَ من جُمادى الآخِرة عامَ ستةٍ وثلاثينَ وست مئة.

١٢١٩ - محمدُ (٢) بن عليِّ بن عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن زكريّا بن عبد الله ابن إبراهيمَ بن حَسْنُون الحِمْيَريُّ الكُتَاميُّ، بَيّاسيٌّ سَكَنَ شَوْذَرَ مُدّةً عاد إلى بلدِه، أبو بكر، ابنُ حَسْنُون.


(١) ما تزال معروفة ومستعملة إلى يوم الناس هذا بهذا الاسم.
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٥٦١)، والذهبي في المستملح (٢١٢)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ١٠٢ نقلًا من ابن الأبار، ثم أعاده في وفيات سنة ٦٠٨ هـ نقلًا من معجم شيوخ ابن مَسْدي ١٣/ ١٩٨؛ ومعرفة القراء ٢/ ٥٨٥، وابن الجزري في غاية النهاية ٢/ ٢٠٥، ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>