للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَحْنُونَ، وآباءِ عبد الله: ابن خَلَصَةَ وابن سَعْدُون وابن موسى بن مَعْيون، وأبي عليّ الجَيّانيِّ وأبي القاسم عبد الدايم بن مَرْزُوق.

رَوى عنه ابنُه أغلَبُ، وشيخُه أبو الأصبَغ بنُ سَهْل، فتدَبَّجا كما ذَكَرَ، وأبَوا بكر: ابن الخَلُوف بن مُعاذ، وأبَوا عبد الله: ابن أبي الخِصَال وابن أبي زَيْد، وأبو العبّاس بن الصَّقْر، وأبو عامرٍ أحمدُ بن الفَرَج، وأبو عليّ حَسَن ابن الخَرّاز.

وكان محدِّثًا واسعَ الرِّواية، عَدْلًا ثقةً، ذا حَظّ وافرٍ من الفقه، متقدِّمًا في علوم اللِّسان لُغةً ونَحْوًا وأدبًا، حَسَنَ الخَطّ جيِّدَ التقييد، كتَبَ الكثيرَ وأحكَمَ ضَبْطَه، وتجوَّل كثيرًا يُعلِّم وُيقرئ، وأدَّب الفَتْحَ المأمونَ وَيزيدَ الراضيَ ابنَي المعتمِد ابن عَبّاد بإنهاضِ شيخِه أبي الحَجّاج الأعلَم إيّاهُ لذلك، وله في شرح "أمثالِ أبي عُبَيد" كتابٌ مُفيد. وكان له شِعرٌ رائق، ومنه: قولُه يصِفُ أقلامًا [الطويل]:

وناحلةٍ صُفْرٍ ولم تَدْرِ ما الهوى ... ولم تَشْكُ بَيْنًا من خَليطٍ ولا أَهلِ

إذا حُفَّ منها واحدٌ بثلاثةٍ ... وأُدْليَ في بئرٍ وليس بذي حَبْلِ

رأيتَ بَنانَ الصُّبح طُرِّزَ بالدُّجَى ... وصُبحًا من الكافورِ يوَشَمُ بالكُحْلِ

ومنه، وكتَبَ به إلى المعتصِم أبي يحيى مَعْن بن صُمادِح في حاجة [الطويل]:

إليكَ أبا يحيى مدَدْتُ يدَ المُنَى ... وقِدْمًا غَدَتْ من جُودِ غيرِك تُقْبَضُ

فكانتْ كنُورِ العَيْن نام معَ الدُّجى ... فلمّا دَعَاهُ الصُّبحُ لبَّاهُ ينهَضُ

وقد سَكَنَ مدينةَ فاسَ مُدّة وبتِلِمْسينَ أخرى، واستقَرَّ بأَخَرةٍ بأغماتِ وريكة، وتوفِّي بمَرّاكُشَ سنةَ إحدى عشْرةَ وخمس مئة، قاله ابنُ الصَّقْر وغيرُه، وقال ابنُ الزُّبَيْر: إنه توفِّي بتلمسينَ، وليس بشيء.

٣٣٨ - محمدُ (١) بن أمَيّةَ النَّصْريّ، بَيّاسيٌّ، وقال ابنُ الزُّبَير: جَيّاني، أبو عبد الله.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>