للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا الشأنِ معلومٌ، عن جَدِّه للأُمِّ العَدْل الفاضل أبي محمد بن أحمدَ بن جُمْهور، وأبي عَمْرو [. . . .] (١) بن عُصفُور، وكانا كثيرَي اللزوم لأبي عُمر أحمدَ بن محمد بن حَزْم- أنه من ذُرِّيّة أبي محمد عليِّ بن أحمد بن حَزْم الظاهِريِّ من قِبَلِ أُمِّه، وأنه من بني حَزْم المَذْحَجِيِّين، وهم من نُبهاءِ بيوتِ إشبيليَةَ ومشاهيرِ أعيانِها، فهذا فُرقانٌ بيِّن وتمييزٌ واضح في نسَبِهما فتأمَّلْه واللهُ أعلم.

فأمّا تحليتُهما فقد تقَدَّم ما حَلَّى به أبو جعفر ابن الزُّبير أبا عُمر بن محمد بن حَزْم.

وأمّا ابنُ سعيد المترجَمُ الآنَ به فقال أبو عبد الله ابنُ الأبّار (٢): وكان فقيهًا على مذهبِ جَدِّه أبي محمد الظاهِريّ، عارفًا به مُصمِّمًا عليه، صَليبًا فيه، مجُادِلًا عنه، معَ معرفةٍ بالنَّحْو ومشاركةٍ في قَرْض الشعر. وتوفِّي بعدَ امتحانٍ طويل من ضَرْبِه وحَبْسِه وسَلْبِ مالِه وتغيير حالِه لِما نُسِبَ إليه من الثَّورة على السُّلطان، ذكَرَه ابنُ مُؤْمن ولم يَذكُرْ وفاتَه. انتهى ما ذكَرَ أبو عبد الله ابنُ الأبّار، ونحوَ ذلك ذكَرَ أبو جعفر ابنُ الزُّبير عن ابن فَرْتُون عن ابن مُؤْمن، فقد دار هذا التعريفُ بحالِ هذا المترجَم به على ابنِ مُؤْمن، وابنُ مُؤْمن إنّما ترجَمَ بأحمدَ بن محمد وبَيَّضَ وبعدَ التبييض ابن حَزْم كما تقَدَّم، وإيّاه حَلَّى بهذه الأوصافِ، وذلك تخليطٌ لا سبيلَ إلى تخليصِه، وإنّما الذي يحصُلُ منه أنّ أحمدَ بن محمد بن حَزْم رَوى عن أبي بكر بن طاهر، وسائرُ ما ذَكرَ به هذا ابنُ سعيد فقد ذكَرَه ابن مُؤْمن مُحَلِّيًا به مذكورَهُ كما نقَلْناه عنه وسنزيدُه بَسْطًا في رَسْم أحمدَ بن محمد بن حَزْم إن شاء الله.

١٦٨ - أحمدُ بن سعيد بن خَلَف.

رَوى عن أبي جعفر بن عبد الرحمن البِطْرَوجي.


(١) بياض في الأصل.
(٢) التكملة (١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>