للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومولدُه بسَبْتةَ يومَ الخميس لخمس خَلَوْنَ من رمضانِ أحدٍ وسبعينَ وخمسِ مئة.

١٣ - عليُّ (١) بن محمد بن عليّ الكُتَاميُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو الحَسَن العُشْبيُّ وابن القابِلة.

رَوى عن طائفةٍ من أهل مَرّاكُش، ودخَلَ الأندَلُسَ وأخَذَ بها أيضًا عن جماعة من أهلِها، واختَصَّ كثيرًا بأبي الحَسَن سَهْل بن مالك ولازَمَه طويلًا، وكان أديبًا بارعًا كاتبًا بليغًا، شاعرًا مُجِيدًا، وقد جرَتْ بينَه وبينَ جماعة من أدباءِ عصرِه مخُاطَباتٌ ومُجاوَبات تدُلُّ على إجادتِه.

فمِن شعرِه [من السريع]:

يا سعدُ قد شَبَّ صغيرُ الهوى ... وجَدَّ عشقيَ الهازلُ المازحُ (٢)

يا سعدُ قد أسلَمَني للرَّدى ... صبرٌ حروررٌ هوًى جامحُ

كأنّ قلبي حين يجتازُ بي ... بُغاثةٌ همَّ بها [جارحُ] (٣)

يمَّمتُ فيك الفألَ يُمنًا به ... ولم أقدِّرْ أنك [البارحُ]

ومنه، على طريقة التصَرُّف [من الطويل]:

وهى جَلَدُ المضنَى فميلوا إلى الرِّفقِ ... ورِقُّوا لِما ألقاهُ يا مالكي [رِقِّي]


(١) لم نقف له على ترجمة في مكان آخر وسيرد ذكره بمناسبة رسالة كتبها إليه -وهو بمراكش- ابن عميرة في ترجمة الشريف يونس. وفي مجموع رسائل ابن عميرة (٢٢٣ ك) رسالة كتبها هذا إلى أبي عبد الله ابن الجنان وأبي الحسن العشبي وهما بأوريولة (ص ٢١٢ - ٢١٥). وقد ذكره في السفر الرابع: (الترجمة ٢٢٩).
(٢) هذا من قول أبي نواس:
صار جدًا ما مزحت به ... رب جد جره اللعب
(٣) كل ما بين حاصرتين ممحو في الأصل وهو ظاهر من السياق، فلعله كما أثبتنا، وكذلك كل ما يأتي في هذا المجلد، فلا نكرر ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>