للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأحبابَ قلبي، إن صلُحتُ لحبِّهم ... وهيهات من إخلاصِهم في الهوى [مذقي]

همُ غايتي إن سارَعوا أو تباعَدوا ... وهمْ حافِظو عهدي وهم عارِفو حقّي

وهمْ نَزَلوا من سرِّ قلبي بمنزلٍ ... خَفِي عن السُّلوانِ مُشتبهِ الطُّرْقِ

وحقّهمُ لو أعتَقوا من أُسارِهم ... فؤاديَ لاختار الإسارَ على العِتقِ

وما بين تعذيبِ الصّدودِ إذا رَضُوا ... وبين نعيم الوَصل عنديَ من فَرْقِ

فيا سادتي إنْ ترحَموا ذُلَّ موقفي ... على بابِكف لا تكذِبوا في الهوى صِدقي

وإن كنتُ أهلًا للجفاءِ بهفْوتي ... فأين الذي عوَّدتمُوني من الرِّفقِ؟

إذا لم تُواسوني على عظم فاقتي ... وضُرِّي ولم تُبقوا عليّ فمن يُبقي

أُقرُّ بزَلّاتي وألتمسُ الرِّضا ... ولا نُطقَ لي قد أخرَسَتْ حالتي نُطقي

فهل عائا عيشٌ مضَى في ذُراكمُ ... بدَتْ أوجُهُ الآمالِ من وجهِه الطَّلقِ

وإنّي لأستسقي (١) لمعهدِه الحَيَا ... ولولا الحَيا ما كنتُ للدار أستَسْقي

ولولا نَجيعٌ شابَ دمعي سقيتُهُ ... شآبيبَ منه مُغْنياتٍ عن الوَدْقِ

فعندي دموعٌ لا تُعاصي دموعَها ... وعندي جفون لا تطاوعُ من يُرقي

أنا العبدُ والمولى أحقُّ بعبدهِ ... وما ليَّ من دعوى وما ليَّ من حقِّ

لجأتُ إليكم هاربَا من صدودكم ... فلا تفضَحوا سرَّ اطّراحيَ للخَلْقِ

وحاشاكمُ يا سادتي من قَطيعتَي ... على قِدَمي في حبِّكم وعلى سَبْقي

وما أدَّعي أنّ الجَفا خُلُقٌ لكم ... ولكنّهُ من طبع نَفْسي ومن خُلقي


(١) في ص: "لأستشفي".

<<  <  ج: ص:  >  >>