للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٦ - محمدُ (١) بن أبي زَيْدٍ عبد الرّحيم (٢) بن محمد بن أبي العَيْش الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ؛ تلمسينيٌّ أندَلُسيُّ الأصل، أبو العَيْش.

رَوى ببلدِه عن أبي بكرٍ محمد بن يوسُف بن مُفرِّج بن سَعادةَ، وأبوَيْ عبد الله: ابن عبد الرّحمن التُّجِيبيِّ وابن عبد الحقِّ، ورَوى أَيضًا عن أبي محمد بن حَوْطِ الله.

حدّثنا عنه أبوا محمد: ابنُ أبي خرص الواعِظ، ومَوْلى سَعِيد بن حَكَم (٣). وكان أديبًا بارعَ الكتابة، شاعرًا مجُيدًا، رائقَ الخَطّ، ذا مشاركةٍ في فنونٍ من العلم.

دَخَلَ الأندَلُسَ وكتَبَ عن بعض الوُلاةِ بها ثم تخَلَّى عن ذلك ولزِمَ الانقباضَ، وآثَرَ الخَلْوةَ والعُزْلةَ عن الناس، ونبَذَ علائقَه منهم. وله في طريقةِ الزُّهد وسُبُل الخَيْر والوعظِ والتذكير وتنزيهِ الباري سبحانَه وما جَرَى مجرى ذلك منظوماتٌ بديعة، وقَفْتُ على كثيرٍ منها بخطِّه الأنيق، ومنها: "الحقائقُ المَصُونة في الألفاظِ الموزونة في ذكْرِ أسماءِ الله الحُسنى وصِفاتِه واقتباسِ أنوارِها من مخلوقاتِه الباهرةِ ومَصنوعاتِه". نَظَمَ في [كلِّ قطعةٍ اسمًا من الأسماءِ الحُسنى] أجادَ فيها وبَلَغَ الغايةَ؛ منها في ذكْرِ [اسم الله سبحانَه] [من الكامل]:

الله قُلْ ودعِ الوجودَ وما حَوَى ... إن كنتَ [مُرتادًا بلوغَ كمالِ]

فالكلُّ دونَ الله إن حقَّقْتَهُ ... عَدَمٌ على التفصيلِ [والإجمالِ]

واعلَمْ بأنك والعوالم (٤) كلَّها ... لولاهُ في مَحْوٍ وفي اضمحلالِ


(١) ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة ٢٨، ووردت إشارة في البستان لإبن مريم، ص ١٥٩ إلى محمد بن عبد الرحيم بن أبي العيش الخزرجي الخطيب بتلمسان.
(٢) في الأصل: "عبد الرحمن" وهو تحريف من الناسخ لأنه يرد عند المؤلف كما أثبتنا في مواضع أخرى، ولعبد الرحيم بن محمد بن أبي العيش والد المترجم هنا ترجمة في التكملة (رقم ٢٣٨١) ومعجم أصحاب الصدفي (رقم ٢٢٤)، وصلة الصلة ٣/الترجمة ٣٧٩، وتاريخ الإسلام ١٢/ ٤٥٠.
(٣) في الأصل: "حكيم"، محرف.
(٤) في الأصل: "والعوامل"، وما أثبتناه هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>