للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلا بالثّمانِ وبالإدغام الكبير عن أبي عَمْرِو على أبي بكر بن صَافِ الإشبيليّ. وسَمِعَ "صحيحَ البخاريِّ" على أبيه أبي محمدٍ عبد الرّحمن، ولزِمَ أبا إسحاقَ بنَ مُلْكُون مُدّةَ في تعلُّم اللُّغة العربيّة، وأجازوا له (١). رَوى عنه أبو عبد الله ابنُ الأبّار.

وكان شيخًا فاضلًا حَسِيبًا من بيتِ نَباهةٍ وجَلالة، ولِيَ خُطّةَ المَناكِح ببلدِه مدّةً ممتدّة، وقضاءَ الجماعة في إمارة أبي مَرْوانَ أحمدَ بن محمد الباجِي، والخُطبةَ بجامع العَدَبَّس بأَخَرةٍ من عُمُرِه.

وتوفِّي في ربيع الآخِر سنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وست مئة، ومولدُه عامَ خمسينَ وخمس مئة.

٤٩٩ - عليُّ بن عبد الرّحمن بن عليّ بن جَرّاح القَيْسيُّ، إشبِيليٌّ، أبو الحَسَن المستيريّ (٢).

رَوى عن أبوَيْ بكر: عَتِيق بن عليّ البَلَنْسِيِّ وابن العرَبيّ الحاجِّ وأبي الحُسَين ابن زَرْقُونَ وأبي المعالي سَعْد الجُعَيْدي.

٥٠٠ - عليُّ (٣) بن عبد الرّحمن بن عليّ بن عبد الرّحمن الخُشَنيُّ، من ذُرِّيةِ أبي ثَعْلبةَ الخُشَنيِّ صاحب رسُولِ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - ورضيَ عنه، أُبَّذِيٌّ سَكَنَ إشبيلِيَةَ زمانًا إلى أن تغلَّبَ النَّصارى دمَّرَهم اَللهُ على إشبِيلِيَةَ، فتحَوَّلَ إلى غَرْناطة، أبو الحَسَن الأُبَّذِيّ.

أخَذ العربيّةَ والآدابَ على أبي الحَسَن الدَّبّاج، وأبي عليّ ابن الشَّلَوْبِين واختَصَّ به كثيرًا؛ وكان نَحْويًّا ماهرًا حَسَن التصرُّف والتعليم معروفَ الخيرِ والعفاف والانقباض عن مخالطةِ الناس والتحامُلِ والقَناعة وحُسن الخُلُق، وُلدَ بأُبَّذَةَ، ثلاثَ عشْرةَ وست مئة.


(١) هامش ح: "كما ذكر المصنف ذكر ابن الأبار أن ابن مُلكون أجاز له وليس ذلك بصحيح فإني قرأت بخطه رحمه الله أنه لم يجز له قال: إذ لم تكن عادته، قال: وقرأت عليه كتبًا كثيرة".
(٢) هكذا في ح وفوقه علامة خطأ. وفي ط: "المسيري" وفي م: "المستير".
(٣) ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٣٠٧ وهو فيه: "علي بن محمد بن عبد الرحمن" وذكر أنه توفي سنة ٦٨٠ هـ، وقال: "أقرأ بمالقة عند خروج أهل إشبيلية، وقرأت عليه إذ ذاك بها طائفة من إيضاح الفارسي". وفي هامش ح بعض هذه المعلومات.

<<  <  ج: ص:  >  >>