للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستُقضيَ [بإشبيلِيَةَ بعدَ] استدعاءِ أبي محمدٍ عبد الحقِّ بن عبد الله بن عبد الحقّ إلى قضاءِ مَرّاكُش (١)، وكان أبو زكريّا هذا غيرَ مَرْضيِّ الأحوال في أحكامِه ولا مشكورًا في سِيرته، سَمَحَ اللهُ له.

١٩٥ - يحيى بنُ أبي بكر بن مكِّيّ، بِجَائيٌّ، أبو زكريّا.

كان [كاتبًا بليغًا] حَسَنَ الخُلُق سرِيَّ الهمّة فاضلَ الطَّبعْ. توفِّي بإشبيلِيَةَ وهو يتَولَّى الكتابةَ عن واليها أبي العلاءِ الكبيرِ (٢) إدريسَ بن أبي يعقوبَ بن عبد المؤمن.

١٩٦ - يحيى (٣) بن داودَ، تادَليٌّ، سَكَنَ فاسَ، أبو زكريّا.

أخَذَ العربيّةَ بفاسَ عن أبي بكر بن طاهر الخِدَبِّ، وبمَرّاكُشَ عن أبي موسى الجُزُوليّ، وبالأندَلُس عن أبي عبد الله بن محمد بن أبي البقاءِ وإيّاه اعتَمَدَ، ورَوى الحديثَ عن أبي الحَسَن بن حُنَيْن، وأبي عبد الله ابن الرَّمّامة وتفَقَّه به وبغيرِه من فقهاءِ فاسَ.


(١) كان أبو محمد عبد الحق بن عبد الله قاضيًا على إشبيلية ثم استدعى منها إلى قضاء الجماعة بمراكش سنة ٦١٩ هـ. انظر ترجمته في التكملة رقم ٢٥٤٧، ونيل الابتهاج ١٨٤، والإعلام للمراكشي ٨/ ٣٩، وترجمة والده قاضي الجماعة بإشبيلية في التكملة رقم ٢٢٠٣، والإعلام للمراكشي ٨/ ١٩٣. وقد تسلسل القضاء في هذه الأسرة طوال عهد الموحدين وزمنًا من دولة بني مرين، جاء في مذكرات ابن الحاج البلفيقي: "أنشدنا الفقيه القاضي أبو محمد عبد الله -قاضي أنفا -بن عبد الحق- ولي قضاء حاحة -بن عبد الله- ولي قضاء مراكش -بن عبد الحق- ولي قضاء إشبيلية -بن عبد الله- ولي قضاء إشبيلية أيضًا وقدم عليها من المهدية -بن عبد الحق- ولي قضاء إفريقية. . ." (النسخة المرقونة ١٣٦ تحقيق ألفريد دي برمار).
(٢) يدعى الكبير تمييزًا بينه وبين أخيه أبي العلاء إدريس بن يعقوب المنصور الملقب في خلافته بالمأمون ويدعى في الكتب التاريخية بأبي العلاء الصغير أو الأصغر، وكان واليًا على إشبيلية في دولة أبيه، وهو الذي بنى بها برج الذهب -الذي ما يزال قائمًا إلى اليوم- سنة ٦١٧ هـ (انظر الاستقصا ٢/ ٢٢٧، والمعجب ٤١٢).
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٣٤٢٨)، والذهبي في المستملح (٨٧٥)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٣٥٦، والمراكشي في الإعلام ١٠/ ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>