للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان محدِّثًا نبيلًا، حافظًا للتواريخ وطبقاتِ الرُّواة وتعديلهم وتجريحِهم، مميِّزًا صحيحَ الحديث من سَقيمِه، عُنِي بهذا الشأنِ طويلًا، ماهرًا في عِلمَي الكلام وأصُولِ الفقه، أديبًا، وله مُصنَّفاتٌ كثيرةٌ في الحديث وتواريخِه والكلام، منها: "شرْحُ إرشادِ أبي المعالي" (١) و "أصُولُ الفقه" و "أجوِبةٌ على مسائلَ" اقتُضِيَ منه الجوابُ عليها، ورَدٌّ على مقالاتٍ في أنواع شتّى، ظَهَرَ في ذلك كلِّه إدراكُه وحُسنُ نَظَرِه، وكتَبَ بخطِّه كثيرًا وجَوَّدَه على شدّةِ إدماجِه؛ مولدُه آخِرَ جُمادى الآخِرة سنةَ تسع وخمس مئة، وتوفِّي سنةَ اثنتَيْنِ وخمسينَ وخمس مئة (٢).

٥٦٧ - عليّ بن محمد بن إبراهيمَ الأنصاريُّ، دانِيٌّ.

رَوى عن أبي عليّ بن سُكّرةَ.

٥٦٨ - عليُّ بن محمد بن أبي بكر بن محمد، بَلَنْسِيٌّ، ابنُ القَلّاس.

كان حيًّا سنةَ سبع وتسعينَ وخمس مئة.

٥٦٩ - عليُّ (٣) بن محمد بن أبي تَمّام الطائيُّ، قُرطُبيٌّ، أبو الحَسَن.

تَلا على أبي محمدٍ القاسم بن دَحْمانَ بالسَّبع، وقيل: بحَرْفِ نافعٍ فقطْ، لقِيَه بمالَقةَ وتأدَّبَ به في العربيّة، وحدَّث عن أبيه وأبي القاسم ابن بَشْكُوال وأبي الوليد بن رُشْد الأصغر واختَصَّ به، وكان كاتبَه.

رَوى عنه أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان؛ وكان فقيهًا عاقِدًا للشّروط، مُبرِّزًا في العدالة معروفَ النّزاهة قديمَ التعيُّن، وَرِعًا فاضلًا، واستُقضيَ، وتوفِّي ليلةَ


(١) هامش ح: "وسمه بمنهاج السداد في شرح الإرشاد، والذي له في أصول الفقه وسمه بمدارك الحقائق" (وتنظر صلة الصلة والديباج).
(٢) هامش ح: "هكذا قال المصنف: اثنتين وخمسين، تبع في ذلك لإبن الأبّار. وقال شيخنا أبو جعفر ابن الزبير: توفي في الكائنة بغرناطة سنة سبع وخمسين وخمس مئة، خرج في جملة مَن خرج من غرناطة يريد وادي آش ففُقد قبل أن يصل إليها ولم يوقع له على خبر".
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٨٠٩)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٦٧، والذهبي في المستملح (٦٩١)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>