معَ ذلك حسَنَ النظرِ في صناعة الطبِّ موفَّق الرأي في العلاج، انتُفعَ به في ذلك كلِّه كثيرًا. وانتَصبَ لإفادةِ ما كان لديه من المعارفِ بالقُبّة المنصوريّة إزاءَ الجامع الأعظم المنصُوريِّ بمَرّاكُشَ حرَسَها اللهُ، وهي القُبّةُ الكائنةُ بمقرُبةٍ من الزاوية الملتقي عليها الخَطّانِ: الشرقيُّ والشَّمالي بانحرافٍ يسير منهما مقابلةَ القَيْساريّةِ هنالك، وكان نظرُه فيها في حدود الثلاثينَ من عمُره، ففاق فيها أبناءَ عصرِه.
وتوفِّي بمَرّاكُشَ سنة ستٍّ وعشرين وست مئة، وحُفِظَتْ عنه مجُرَّباتٌ شَفَا اللهُ بها خَلْقًا كثيرًا من عِلل عِسرةِ البُرْء.
٣٧ - أحمدُ بن إبراهيمَ بن عيسى اللَّخْميُّ.
رَوَى عن شُرَيْح.
٣٨ - أحمدُ (١) بن إبراهيمَ بن عيسى، مَرويّ، أبو العباس، ابنُ المحلول. اختَصَّ بالقاضي أبي بكر بن أسود، ولقي القاضيَ أبا القاسم بنَ ورد، وكان فقيهًا حافظًا ذاكرًا للمسائل، استقضاه أبو بكر بنُ أسودَ شيخُه بجزيرةِ شُقْر، ثُم صُرِف عنه، واستقَرَّ زِمنَ الفتنة بمُرسِيَةَ متلبِّسًا بعَقْدِ الشروط، وكان ذا معرفة بها وبَصَر بعِلَلِها. وتوفِّي بشاطِبةَ سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمس مئة.
٣٩ - أحمدُ بن إبراهيمَ بن محمد بن أحمدَ الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ، غَرْناطي، أبو جعفر، ابنُ الحَلّاء.
رَوَى عن شيوخ بلدِه. وكان فقيهًا شهيرَ الزُّهد والخير والجهاد، وتوفّي بغَرْناطة (٢).
٤٠ - أحمدُ (٣) بن إبراهيمَ بن محمد بن أحمدَ المَخْزومي، قُرطُبي، أبو جعفر، ابن كَوْزانَةَ (٤): لقبٌ غَلَبَ على أبيه.
(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٧٠).
(٢) هو ممن يستدرك على ابن الخطيب في الإحاطة.
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٨٤)، والرعيني في برنامجه (٥٧)، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٦٠٣.
(٤) في التكملة ونفح الطيب: "كوزان"، وهو مجوّد التقييد في "التكملة" بخط ابن الجلاب.