وجاور أبو العبّاس الأُقليجِيُّ بمكةَ كَرَّمها اللهُ طويلاً ثم قفلَ إلى بلاد المَغْرب فتوفِّي بقُوص من صعيد مِصْرَ ودفن بها سنة إحدى وخمسين وخمس مئة، ودفن بها عند الجُمَّيزة التي تَلِي سُوق العَرَب هنالك، وقبرُه ثَمَّ مشهورٌ يُزارُ ويُتبركُ به، قاله أبو الحَسَن بن عتيق بن مُؤمن.
وقال أبو عُمر أحمد بن هارون بن عات: حُدثتُ أَنهُ تُوفي بمكةَ فقال عند موته في ذلك المَوْضع الشريف: هذا مُرادي ومُراد مُرادي أن أموتَ في حَرَمِه الأمين فأَصيحَ بين العَرْش والكُرْسي: لبيك اللهم لبيك. وأبو عُمر بن عات ثقةٌ ضابطٌ شديدُ العناية بهذا الشأن غير أنه لم يذكر لنا مَن حَدّثه بذلك (١). ومولد أبي العبّاس بدانية سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. وقال أبو عُمر يوسف بن عبد الله بن عَيّاد: تُوفي سنة خمسين أو إحدى وخمسين وخمس مئة وقد نَيَّف على الستّين.
والمُعوَّل عليه ما تقدم من مولده ووفاته، والله أعلم.
٨٣٨ - أحمدُ بن مُفَرِّج بن أبي رحال، أبو العبّاس.
رَوى عن أبي الحُسَين عبد الملِك بن محمد بن هشام ابن الطلَّاء.
٨٣٩ - أحمدُ بن المُفَضَّل بن محمد بن بَلْجون العامريُّ.
رَوى عن أبي عليّ الصَّدَفي.
٨٤٠ - أحمدُ بن مكّي بن أيّوب، أبو جعفر.
رَوى عن أبي جعفر بن عبد الرّحمن بن جَحْدَر.
٨٤١ - أحمدُ بن مُنذر بن أحمد المَعَافريّ، أبو جعفر.
رَوى عن أبي الحَسَن يونُس بن محمد بن مُغيث وأبي محمد عبد الرّحمن بن محمد بن عَتَّاب وأبي الوليد أحمد بن عبد الله بن طَرِيف.
(١) جاء في العقد الثمين للحافظ الفاسي ما نصه: "وما ذكره ابن الأبار من وفاته بقوص مخالف لما ذكره السِّلَفي في معجم السفر فإنه قال: توجه إلى الحجاز، وبلغنا أنه توفي بمكةَ، وقد جزمَ بوفاته بمكة الحافظ منصور بن سليم الإسكندري، والله أعلم" العقد الثمين ٣/ ١٨٣ - ١٨٤.