للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أنشَدتُها على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْني وأخبَرني بها عنه رحمه اللهُ أتمَّ من هذه وفيها تغييرٌ وتقديمٌ وتأخيرٌ كما ترى:

أسيرُ الخَطايا والمآثم واقفُ ... ببابك يَخْشى وزنَهُ وهو زائفُ

وراجعت شيخنا أبا الحَسَن في قوله: "يَخْشى وزنه" وقلت: إنه لا يناسب ما بعده في البيت، ولو قال: يخشى عرضه أو نقده لكان أنسب، فاستحسن نَقْدي هذا واستجادَهُ. رجعنا إلى إيراد سائر القصيدة: "له كُلَّ يوم" "تَبَهْرَج" البيتين (١) ...

فَيْرنُو بطرفِ القَلْب إن لاح بارقٌ ... وُيصْغي بسَمْع النفس إن ناحَ هاتفُ

صبًا ومشيبٌ ليسَ هذا بمُمْكنٍ ... وكيفَ تَصَابي الكَهْلُ والموتُ آزفُ؟!

وكذا قلت له: لو جعل "الشيخ" عوض "الكَهْل" لكان أولى، فوافقني عليه. رجعنا:

إلى الله أشكو حال سَهْو وغَفْلة ... يُضاعف حُزْني شُؤمها المُتَضاعفُ

أُعلِّلُ بالتَّسْويفِ نَفْسي وإنَّهُ ... سرَابٌ ترجّيه النفوسُ الضعائفُ

تُصَرّفني ... البيتَ

أُحاول بردَ القَلْب وهي تعلّة ... وأرجو وفاقَ القَلْب وهي تخالفُ

وكم موقف في العَتب بيني وبينها ... ولكنّهُ لم تُجْدِ فيها المواقفُ

إذاقيلَ: كيفَ الحالُ؟ قلتُ: مخلّط ... مقيمٌ على سَهْو الشّبيبةِ عاكفُ

"أراقب"، "وكيف أُرَجِّي"، "وإني لأدري"، "إذا لم يكن عقلي"، "فيا رب" (٢)

وقد يؤيس البَطّال ذِكْر ذنوبه ... ولله من بعد الذُّنوب لطائفُ

دَعَوتُكَ يا مولاي والحال علمُها ... لديكَ وما للضرِّ غيرك كاشفُ

"وإني لأرجو"، البيتَ ..


(١) يعني: أن البيتين المذكورين كما هما.
(٢) يعني: الأبيات التي تبدأ بما ذكر، كما هي.

<<  <  ج: ص:  >  >>