للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف يُرَجّي بالتخلُّص مُذنب ... حَنَتْه المعاصي فهْو فيهنّ حاقفُ

فيا ربِّ فاستُرْني بحقِّ محمدٍ ... إذا فَضحتْ سِرِّي لديكَ المواقفُ

وللكاتب المُجِيد أبي زيد عبد الرّحمن بن يَخْلفْتن الفازَازيّ يُعارِضُها، وأنشدتها (١) على شيخِنا أبي عليّ المذكورِ وأخبَرني بها عنه:

أسيرُ الخَطايا عندَ بابِك واقفُ ... يَرُومُ جَوازًا وهْو في النَّقدِ زائفُ

له كلَّ يَوْمٍ توبة ثم حَوْبة ... متى عَنَّ ذكْرٌ أو متى مَسَّ طائفُ

تَبَهْرَجَ بعدَ الأربعينَ وإنّها ... لَغايةُ ما يَجري إليه المُخالفُ

فيَرْنو بطَرْفِ القلبِ إنْ لاح بارقٌ ... ويُصغي بسَمْع القلبِ إن ناح (٢) هاتفُ

يُعَلَّلُ بالتسويفِ وهْو مُغلِّطٌ ... تَحومُ بمعناه النفوسُ الضّعائفُ

وإنّي لأدري مَوْقِعَ (٣) الطبِّ في الهَوى ... وأهواهُ لكنْ أين نفْسٌ تُساعفُ

وكيف أُرجّي مِن هَوايَ إفاقةً ... وما القلبُ خَفّاقٌ ولا الدّمعُ ذارفُ

أُراقبُ والإصرارُ دَأْبيَ توبةً ... وهيهاتَ لا يُجْنَى من الصّابِ ناطفُ

إذا لم يكنْ عَقْلي عن الغَيِّ زاجرًا ... فماذا الذي تُجدي عليّ المعارِفُ؟

تُصَرِّفني (٤) نَفْسي كما لا أُحبُّه ... وليس لها من حُجّة العقل صارفُ

فيا رَبّ قد أودَيْتُ إلّا عُلالةً ... لها تالدٌ من حُسن ظنِّي وطارفُ

وقد تُهلِكُ البَطّالَ أوْلى ذنوبِهِ ... وتُنقذُه بالأُخْرَياتِ اللّطائفُ

وإنّي لأرجو منكَ رُحْمى قريبةً ... على أنّني من سُوءِ فعليَ خائفُ


(١) في ق: "وأنشدته".
(٢) في ق: "صاح".
(٣) في ق: "موضع".
(٤) في ق: "تصرفه"، وهو تحريف، وسيأتي بعد قليل عند نقد المؤلف أنها "تصرفني".

<<  <  ج: ص:  >  >>