للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من بيتِ عِلم وفَضْل، مُوثِرًا موسِرًا مبارَكَ المال مُعانًا على إنفاقِه في ذاتِ الله، حَسَنَ الخُلُق بارًّا بإخوانِه متواضِعًا.

مَولدُه عامَ سبعةٍ وثلاثينَ وخمس مئة، وتوفِّي في صَفَرِ أحدٍ وثمانين وخمس مئة، وصَلّى عليه صِهرُه أبو القاسم بن غالب، ودُفن بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ لِصْقَ قبر أبيه.

قال أخوهُ عبدُ الله: أتاني بعدَ يومَيْنِ أو ئلاثة من وفاة أخي أبي عبد الله رجُلٌ صالح يُعرَفُ بابن بالِيَةَ، فقال لي: كُنْتُ أرى ليلةَ موتِ أخيك أبي عبد الله في النوم قائلًا يقولُ لي: تشهَدُ في غَدٍ إن شاء اللهُ جَنازةَ رجُل صَالح من أهل الجنّة يُدفَنُ في مقبر أُمِّ سَلَمةَ، فلمّا أصبحتُ وصَلَّيتُ الصّبح غَدَوْتُ إلى المقبُرة وأقمتُ بها اليومَ كلَّه أرى من يُدفَنُ فيها، فلمّا كان بعدَ صلاة العصر خُرِجَ بجنَازة أخيك أبي عبد الله إلى المقبُرة، ووالله ما دُفن فيها ذلك اليومَ أحدٌ سواه، فأبشِرْ واعلَمْ أنه من أهل الجنّة إن شاء الله.

٨٤ - محمدُ (١) بن أحمدَ بن محمد بن سَهْل الأمويُّ، طُلَيْطُليٌّ نزَلَ مِصرَ، أبو عبد الله، ابنُ النَّقّاش.

تَلا في بلدِه على أبي عبد الله المَغَاميِّ، وأخَذ في رحلتِه عن أبي عبد الله بن بَرَكات، ومَهْديِّ بن يوسُفَ الوَرّاق، وتصَدَّر للإقراءِ بجامع مِصرَ العَتيق فأخَذَ الناسُ عنه، وممّن أخَذ عنه من الأندَلُسيِّينَ: أبو الحَسَن موسى بن قاسم الشِّلْبيّ، وأبو زكريّا بن سَيد بُونُه، وأبو عبد الله بنُ سَعِيد الدانيّ، وأبو العبّاس ابنُ الفقيه السَّرَقُسْطيّ.

٨٥ - محمدُ بن أحمدَ بن محمد بن سيِّد أبيه الزّهْريُّ، إشبِيليٌّ.

كان من جِلّة فُقهاء بلده وكبار عاقِدي الشّروط به، مع التقدُّم في الدِّين والتبريزِ في العدالة.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٢٥٣)، والذهبي في المستملح (٦٢)، وتاريخ الإسلام ١١/ ٥٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>