للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء؛ قال ابنُ خَيْر: سألتُه عن مولدِه فقال لي: وُلدتُ سَحَرَ ليلة الاثنينِ لعَشْرٍ خَلَوْنَ من جُمادى الأُخرى سنةَ تسع وسبعينَ وأربع مئة، قبلَ كائنة الزَّلّاقة بشهرٍ. وتوفِّي صَبِيحةَ يوم الثلاثاءِ أوّلَ يومٍ جُمادى الأخرى سنةَ تسع وستّينَ وخمس مئة، فكمُلَ له من العُمُر تسعونَ سنةً وعشرةُ أيام. رَوى عنه ابنُ خَيْر ونَجَبةُ بن يحيى والقاضي أبو بكر بنُ أبي زَمَنِين والحافظُ أبو محمدٍ القُرطُبيُّ، وهو آخِرُ من رَوى عنه، وذَكَرَه الشّيخُ في "الذَّيْل" وخَلَطَ في ذكْرِه واختَلَف عليه اسمُه فظنَّهما اسمَيْنِ وما تخَلَّص له منهُ شيءٌ.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: انتَهى ما ذكَرَه به ابنُ الزُّبَير مشتمِلًا على أوهامٍ؛ أحَدُها: جَعْلُه إيّاه أُمَويًّا (١) سُمَاتيًّا، وذلك لا يلتئمُ إلّا أن يكونَ أُمَويًّا بالولاء، وذلك لا يُعرَف؛ والثاني: جَعْلُه من أهل الثّغر، وأرى الثَّغرَ مصحًّفًا من إلْش؛ ومنها: عَدُّه أبا محمدٍ ابنَ القُرطُبيِّ في الرُّواة عنه، ولا يَصحّ، اللُّهمّ إلّا أن يكونَ أجازَ له، وذلك لا يُعلَم، وإنّما المُجِيزُ له ابنُ مُحرِز الإشبيليّ؛ ومنها: ما قالَهُ في ابن فَرْتُونَ من أنه خَلَطَ في ذكْرِه فظَنَّهما اسمَيْنِ وما تخلَّصَ لهُ منهُ شيءٌ، وذلك وَهَمٌ وتقصيرٌ في البحث، وهما رجُلان: هذا المذكورُ هنا والآخَرُ محمدُ بنُ أحمدَ بن مُحرِز بن عبد الله بن سَعِيد بن مُحرِز بن أُميّةَ، بَكّيّ، وقيل: بَطَلْيَوْسيٌّ، سكَنَ إشبيلِيَةَ، أبو بكر المَنْتَانَجشيُّ، وعن هذا الأخيرِ نقَلَ ابنُ خَيْر ما أخبَرَه به من مَولدِه كما تقَدَّم، فقد تبيَّن بعَمُودِ النسَب والبلد (٢).

١٢٧٤ - محمدُ بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن محمود، أبو عبد الله.

رَوى عن أبي داودَ الهشَاميِّ، وأبي عليّ الصَّدَفي.


(١) في هامش ح: "لم يثبت في نسخ (صلة الصلة) قوله: "أمويًّا" وهي النسخ التي ... ".
(٢) وروى عنه ابن خير في فهرسته: ٣٩٤، ٣٩٧، ٤٢١، ومحمد بن أحمد بن محرز البطليوسي توفي سنة ٥٦٩ هـ، وهو من مترجم في التكملة الأبارية، وتاريخ الإسلام ١٢/ ٤٢٣ وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>