للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّاري عقَدَ له أبو الحَجّاج هذا الإمارةَ [وبايَعَه] أُمراءُ لَمْتونةَ ومَن معَهم من لمتُونةَ وسائرُ أجنادِ المغرِب، وذلك في عام [....] (١).

[ولم يزَلْ أبو الحَجّاج] هذا قاضيًا يَرحَلُ إليه طلَبةُ العلم من فاسَ وغيرِها ومن بلادِ المَصامِدة [يدرِّسُ] الفقهَ وَيروي الحديثَ، وكذلك إذا مشَى إلى فاسَ بلدِه يؤخَذُ عنه [العلمُ روايةً] وتفقُّهًا إلى أن خَرَجَ مرّةً من مَرّاكُش قاصدًا فاسَ فتوفِّي بتونين (٢) قريبًا من مَرّاكُش فرُدَّ ميِّتًا إلى مَرّاكُش فدُفن بها ثم نُقلَ إلى فاس، وذلك في أواخِر عام اثنينِ وتسعينَ وأربع مئة.

وكانت وفاتُه في ذي القَعْدة منها، ومولدُه في ذي القَعْدة من عام سبعةٍ وعشرينَ وأربع مئة، وقيل: ليلةَ عاشوراءَ عامَ ثمانيةٍ وعشرينَ وأربع مئة.

٢٢٧ - يوسُفُ (٣) بن عيسى بن عِمرانَ بن دافَالَ المِكْناسيُّ ثم الوَرْدميشي، مَرّاكُشيٌّ، أبو يعقوبَ، ابنُ عِمران.

تفقّه بأبيه وغيره من أهل بلدِه. استُقضيَ بفاسَ وبغيرِها فحُمِدت سيرتُه.


(١) بياض في الأصل، وتاريخ وفاة الأمير أبي بكر مختلف فيه؛ ففي روض القرطاس والعبر والاستقصا أنها كانت عام ٤٨٠ هـ وفي البيان المغرب أنها كانت "في سنة ثمان وستين وأربع مئة" وهذا ما يستفاد أيضًا من الحلل الموشية، وفي نهاية الأرب أنها كانت عام ٤٦٢ هـ والتاريخ الأول هو المعتمد. أما فج الصاري الوارد في هذا النص فيقع بطرف جبل حبيب بن يوسف بين سبتة وطنجة (انظر البكري: ١٠٧، ١١٥)، وفي هذا النص معلومات جديدة لا توجد في المصادر التاريخية المعروفة.
(٢) ذكرها الإدريسي في نزهة المشتاق في أول المراحل بين مراكش وسلا وقال: "وتونين: قرية على أول فحص أفيح لا عوج به ولا أمتًا ... " ولم يبق هذا الاسم اليوم، ويقدّر بعضهم أنه المكان المعروف اليوم باسم سيدي بوعثمان.
(٣) تقدمت ترجمة والده في هذا السفر رقم (٤٤)، وترجمة المترجم في التشوف ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>