للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مُقرِئًا مجوِّدًا نَحْويًّا، تصَدَّر لإقراءِ القرآن والتعليم بالعربيّة، وصَنَّف في القراءاتِ كتابًا سَمَّاه بـ "المُيسَّر"، وخَطَبَ بجامع بلدِه حينًا. واختُلِط بأخَرةٍ، فلزِم دارَه إلى أن توفِّي في شعبانِ ستٍّ وعشرينَ وست مئة قبلَ الحادثة الشَّنْعاء على أهل مَيُوْرْقةَ -جبَرَها الله- من قِبَل النَّصارى -دمَّرَهم اللهُ- بنحوِ ستةِ أشهُر.

٤٧١ - محمدُ بن الحُسَين بن موفَّق.

رَوى عنه أبو محمد بنُ عبد العزيز بن عُبَيد الله المَعافِريّ.

٤٧٢ - محمدُ (١) بن الحُسَين الفِهْريُّ، قُرطُبيٌّ، أبو بكرٍ وأبو عبد الله.

رَوى عن أبي عليّ البغداديِّ واختَصَّ به، وكان وَرّاقَه ومستنبه (٢). رَوى عنه أبو خالدٍ هاشمُ بن محمد التَّرّاسُ وأبو القاسم ابنُ الإفْلِيليّ.

وكان متقدِّمًا في حفظِ اللُّغاتِ والآداب، وهُو الذي توَلَّى معَ صاحبِه في لزوم أبي عليّ البغداديّ: محمد بن مَعْمَر الآتي ذكْرُه بعدُ إن شاء الله، تخليصَ ما تخَلَّفه أبو عليّ غيرَ مهذَّب من كتابِه "البارع في اللُّغة"، فاستَخْرَجاهُ من أصولِه التي بخطِّه وخطِّهما مما كانا قد كَتباهُ بينَ يدَيْه، وذلك ما عدا كتابَ الهمزةِ وكتابَ العَيْن من الكتاب "البارع"، فلمّا كمُلَ رَفَعاهُ إلى الآمِر به الحَكَم المُستنصِر بالله، وأراد أن يقفَ على ما فيه من الزّيادة على النُّسخة المجتمَع عليها من كتابِ "العَيْن"، فبَلَغَ ذلك ثلاثًا وثمانينَ وستَّ مئة وخمسةَ آلافِ كلمة؛ ذَكَرَ ذلك محمدُ بن الحُسَين الفِهْريُّ المذكورُ في كتابِه الذي سماه "جَوامعَ كتابِ البارع" [٦٦ أ] , وقَفْتُ على ذلك في الكتابِ الذكور بخطِّ كاتبِه للحَكَم محمد بن عليّ بن محمد الأشْعَريّ المِصريّ الوَرّاق؛ وقال في هذا الكتاب: قال لنا أبو عليّ إسماعيلُ بن القاسم غيرَ مرّة: قال لنا أبو بكر بنُ دُرَيْد وابنُ الأنْباريّ: كتابُ "الألفاظ" ليعقوبَ بضاعة،


(١) ترجمه الحميدي في جذوة المقتبس (٩٤٥)، والضبي في بغية الملتمس (١٥٣٣)، والقفطي في إنباه الرواة ٤/ ١٤٢، وابن الأبار في التكملة (١٠٣١)، والسيوطي في بغية الوعاة ٢/ ٧٠.
(٢) كذا في النسختين، وعلق التجيبي في هامش ب بقوله: "ولعله: ومستمليه". قلنا: ولعلها: "ومستنيبه"، "ومستنبَهه".

<<  <  ج: ص:  >  >>