للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فقيهًا حافظًا وله مصنَّفٌ في الفقه مُفيدٌ أتقَنَه نِعِمّا، وسَمّاه "المُنَوَّطةَ على مذهبِ مالك" في ثمانيةِ مجلَّدات، وكانت قراءتُه ببلدِه، ثم انتَقلَ إلى غَرْناطةَ إلى أن توفِّي بها سنةَ اثنتينِ وستّينَ وخمس مئة وقد قارَبَ المئة.

٣٤٣ - عبدُ الله (١) بن بادِيسَ بن عبد الله بن بادِيسَ اليَحْصُبيُّ، شُقْريٌّ سكَنَ بَلَنْسِيَةَ، أبو محمد.

رَوى ببَلَنْسِيَةَ عن أبي عبد الله بن نُوح وتفَقَّه به وتأدَّبَ به في النَّحو، ثم رَحَلَ إلى إشبيلِيَةَ فأخَذَ عن شيوخ أهلِ العلم بها، وأجاز البحرَ إلى مدينةِ فاسَ فأخَذَ بها عن أبي الحَجّاج بن نَمَويٍّ وطبقتِه من أهل العلم بالكلام وأصُول الفقه، وعاد إلى بَلَنْسِيَة، وأجاز له جماعةٌ منهم، و (٢) أبو بكر ابن الرّمّالية، وأبو جعفر بن شَرَاحيل، وأبو زكريّا الدِّمشْقي نزيلُ غَرْناطة، وأبَوا عبد الله: ابنُ بالِغ وابنُ صاحب الصلاة (٣) الغَرْناطيّ، وأبو القاسم: ابنُ سَمَجُون وابنُ عبد الواحِد المَلّاحي.

رَوى عنه أبو طاهر بن عليّ الشُّقْري، وأبو (٤) عبد الله ابنُ الأبار وحضَرَ تدريسَه وصَحِبَه. ولم يكنْ له كبيرُ عناية بشأنِ الرّواية، وإنّما كان جانحًا إلى العلوم النّظَريّة متحقِّقًا بها مُشاركًا في غيرها من فقه وغيره، شَكِسَ الخُلُق، مُتصاوِنًا منقبِضًا، وَرِعًا زاهدًا، درَّسَ بجامع بَلَنْسِيَةَ "مُستَصْفَى الغَزّالي" وغيرَ


(١) ترجمه ابن الأبار في الذيل (٢١٦٠)، والذهبي في المستملح (٤٨٥)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٧٠٥، وابن القاضي في جذوة الاقتباس (٤٢٩).
(٢) كتب الناسخ فوق حرف الواو: "بخطه"، يعني: هكذا جاء بخطه، وعنده أن مثل هذا الحرف زائد لأنه لم يُذكر أحد قبله، ولكن قد يكون مراد المصنف: أن جماعة ممن ذكرهم سابقًا قد أجازوا له، ثم ذكر هؤلاء بعد، فضلًا عما فيه من أنه ليس خطأ نسخ، والله أعلم.
(٣) هكذا في الأصل والتكملة التي ينقل منها المؤلف، ولكن الناسخ كتب في الحاشية: "الأحكام" بدلًا من"الصلاة".
(٤) في الأصل: "أبو" من غير واو، ولذلك وضع الناسخ فوقها "كذا" يعني: بخط المؤلف، ولا يستقيم النص من غير الواو، فأضفناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>