للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٦ - محمدُ (١) بن أصبَغَ، من سُكّان إشبيلِيَةَ، أبو بكر.

كان من أهل العلم باللُّغة والشِّعر، ذا حَظّ من العربيّة، حَسَنَ الخَطّ جيِّدَ التقييد، شاعرًا مطبوعًا سَهْلَ الكلام سَبْطَ اللَّفظ، وممّا حُفِظَ له عند وفاتِه: قولُه [البسيط]:

إنّي دُعيتُ لوِرْدٍ ما له صَدَرُ ... وجاء ما كنتُ أخشاه وأنتظرُ

وأقبلَ الموتُ نَحْوي في عساكرِهِ ... فالجسمُ سائلةٌ والنفْسُ تنفطرُ

لوكان يُغْني فِرار منهُ أو وَزَرٌ ... لو كان عندي مَفَرٌّ منه أو وَزَرُ

لكنّهُ أجَلٌ قد خَطَّه قلمٌ ... في اللَّوح يَحفِزُهُ المِيقاتُ والقَدَرُ

اللهُ حَسْبيَ لا ربٌّ سواهُ ولا ... لي مَوْئلٌ غيرُه أرجو وأعتصرُ

فهْو الذي إذْ يُسَمَّى في البَدِيِّ بأسـ ... ـماءٍ معظَّمةٍ يَعْفو ويَغتفرُ

يا ربِّ إنّك ذو عَفْوٍ وذو كرمٍ ... فارحَمْ مُسيئًا ضعيفًا ليس يَنتصرُ

في أبيات؛ وتوفِّي في ربيعٍ الأوّل سنةَ خمس وخمسينَ وثلاث مئة.

٣٣٧ - محمدُ (٢) بن أغلَبَ بن أبي الدَّوْس، مُرسِيٌّ سَكَنَ المَرِيّةَ مُدّةً، أبو بكر.

رَوى عن أبي الأصبَغ عيسى بن سَهْل وتدَبَّج معَه، وآباءِ بكرٍ المحمَّدِينَ: ابن الحَسَن الحَضْرَميّ وابن سابِق الصِّقِلِّي وفَرَج بن محمد البَطَلْيَوْسيِّ ابن أبي حَدِيدةَ وابن نِعمةَ العابِر، وأبي الحَجّاج الأعلَم وتأدَّبَ به واختَصَّ به كثيرًا، وأبي الحَسَن بن خَلَف العَبْسيّ، وأبوَي الحُسَين: المبارَك بن سَعِيد الأسَديّ البغداديّ ابن الخَشّاب ويحيى بن إبراهيمَ ابن البَيّاز، وأبي زيد عبد الرّحمن بن


(١) ترجمه الزبيدي في طبقاته (٣٠٨)، وابن الأبار في التكملة (١٠٠٩).
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١١٨٦)، والذهبي في المستملح (٣٩)، وتاريخ الإسلام ١١/ ١٧٨، وابن القاضي في جذوة الاقتباس (٢٥٤)، والمراكشي في الإعلام ٤/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>