للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - عليُّ (١) بن أبي نَصر فاتح بن عبد الله، بِجَائيٌّ، [أبو الحَسَن] , ابنُ أبي نصر.

وكان فاتح أبوه رُوميًّا اشتراه أبو الحَسَن عليُّ بن الأفرم، [فلما أسَنَّ] أعتَقَه.

أخَذَ أبو الحَسَن ببلدِه عن أبي عبد الله بن إبراهيمَ الأصُوليّ، ودخَلَ [الأندَلُسَ] وبَلَغَ من غربيها إلى مالَقةَ وإشبيلِيَةَ، ثم شرَّق في نحو ست مئة، وحَجَّ، وسَمِعَ بمكّةَ شرَّفَها اللهُ أبا محمد يونُسَ بن يحيى الهاشميَّ، وببيتِ المقدِس أبا الحُسَين بن جُبَيْر، وبدمشقَ أبا القاسم عبدَ الصَّمد بن محمد الحَرْستانيَّ وأبا محمد عبدَ الواحد بن إسماعيلَ بن طاهرٍ الدّمياطيَّ، وبالإسكندَريّة أبوي القاسم: الحُسَينَ بن عبد السلام وعبدَ الرحمن بن عبد الله عَتِيقَ بن أحمدَ بن باقا، وأبا الحَسَن عليَّ بنَ إسماعيلَ الأبياريَّ. وقيل: إنه انتهى في رحلتِه هذه إلى خُراسان، وأنفَقَ فيها أموالاً كثيرةً، وإنه أخَذ بالمَوْصِل والشام والعراقِ عن جماعةٍ من أهلِها. وقَفَلَ إلى بلدِه فاقرَأَ به وأسمع.

رَوى عنه أبو عبد الله ابنُ الأبّار، وأبَوا العبّاس: ابنُ محمد ابن الغَمّاز، وابنُ الرُّوميّة. وحدَّث عنه بالإجازة أبو محمد مَوْلى سَعِيد بن حَكَم؛ واستُجيزَ من أقاصي البلدان وأدانيها؛ واستجازه لنفسِه ولابنَيْهِ أبو المُطرِّف بنُ عَمِيرة، فأجاز لهما، ولمّا وصَلتْ إليه الإجازةُ كتَبَ إليه: "جَزَى اللهُ سيّدَنا المُرتضَى خيرَ جزائه، وعمَّ ببركتِه طبقةَ أوليائه، وحَفِظَ شرَفَه بالعلم الذي هو من وَرَثةِ أنبيائه، إن من نِعَم الله على كثيرٍ من خَلْقِه أنْ جَعَلَ الصالحينَ في قلوبِهم محبةً خالطت بَشاشتَها وأدركَتْ برحمتِه حُشاشتَها، وصارت لهم إليه جل جلاله وسيلةً منه تُدنيهم، وبما عندَه ونِعْمَتِ العُدّةُ والأُمنيّة، تَعِدُهم وتُمنِّيهم، وسيّدُنا رضيَ اللهُ عنه حائزٌ شرفَهم، وبقيّة سلفِهم، والقائمُ على طريقتِه المُثلى، بعلوم الشريعة التي


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٨٧٢)، والغبريني في عنوان الدراية ١٣٧، والذهبي في المستملح (٧٢٧)، وتاريخ الإسلام ١٤/ ٧٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>